والذين صَدَّقوا بوحدانية الله، وأقرُّوا بنبوَّة رسله أجمعين، ولم يفرقوا بين أحد منهم، وعملوا بشريعة الله، أولئك سوف يعطيهم جزاءهم وثوابهم على إيمانهم به وبرسله. وكان الله غفورًا رحيمًا.

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} [النساء: 152]، أي: " والذين صَدَّقوا بوحدانية الله، وأقرُّوا بنبوَّة رسله أجمعين" (?).

قال الطبري: أي: " والذين صدقوا بوحدانية الله، وأقرّوا بنبوة رسله أجمعين، وصدّقوهم فيما جاءوهم به من عند الله من شرائع دينه" (?).

قوله تعالى: {وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} [النساء: 152]، أي: " ولم يفرقوا بين أحد من رسل الله" (?).

قال مقاتل: " يعني: بين الرسل وصدقوا بالرسل جميعا" (?).

قال أبو السعود: " بأن يؤمنوا ببعضهم ويكفروا بآخرين كما فعله الكفرة" (?).

قال الطبري: "يقول: ولم يكذّبوا بعضهم ويصدقوا بعضهم، ولكنهم أقرُّوا أن كل ما جاءوا به من عند ربهم حق" (?).

قال الماتريدي: " يعني: من الرسل، وقالوا: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ... } [البقرة: 136] إلى آخر ما ذكر" (?).

قال السمرقندي: أي: " في الإيمان والتصديق، يعني لم يكفروا ولم يجحدوا بأحد من الأنبياء والرسل عليهم السلام، ويصدقون بجميع الكتب" (?).

قال ابن كثير: "قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} يعني بذلك: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم يؤمنون بكل كتاب أنزله الله وبكل نبي بعثه الله، كما قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285] " (?).

وقال القرطبي في تفسير هذه الآية: " يعني به النبي صلى الله عليه وسلم وأمته" (?).

قال الزمخشري: " فإن قلت: كيف جاز دخول بين على أحد وهو يقتضى شيئين فصاعدا؟

قلت: إن أحدا عام في الواحد المذكر والمؤنث وتثنيتهما وجمعهما، تقول: ما رأيت أحدا، فتقصد العموم، ألا تراك تقول: إلا بنى فلان، وإلا بنات فلان فالمعنى: ولم يفرقوا بين اثنين منهم أو بين جماعة ومنه قوله تعالى: {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} [الأحزاب: 32] " (?).

قوله تعالى: {أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ} [النساء: 152]، أي: " أولئك سوف يعطيهم جزاءهم وثوابهم" (?).

قال مقاتل: " يعني: جزاء أعمالهم" (?).

قال السمرقندي: " أي: سنعطيهم ثوابهم في الجنة" (?).

قال ابن كثير: أي: "على ما آمنوا بالله ورسله" (?).

قال الطبري: " يقول: هؤلاء الذين هذه صفتهم من المؤمنين بالله ورسله، سوف يعطيهم جزاءهم وثوابهم على تصديقهم الرسل في توحيد الله وشرائع دينه، وما جاءت به من عند الله" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015