{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53)} [النساء: 53]
التفسير:
بل ألهم حظ من الملك، ولو أوتوه لما أعطوا أحدًا منه شيئًا، ولو كان مقدار النقرة التي تكون في ظهر النَّواة؟
قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ} [النساء: 53]، "أي: أم لهم حظٌ من الملك؟ " (?).
قال ابن جريج: " فليس لهم نصيب من الملك" (?).
قال الطبري: أي: " أم لهم حظ من الملك، يقول: ليس لهم حظ من الملك" (?).
قال الثعلبي: " وهذا على وجه الإنكار، يعني ليس لهم من الملك شيء" (?).
قوله تعالى: {فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرً} [النساء: 53]، " أي: لو كان لهم نصيب من الملك، فإِذا لا يؤتون أحداً مقدار نقير، لفرط بخلهم" (?).
قال مقاتل: " يعني لا يعطون الناس من بخلهم وحسدهم وقلة خيرهم نقيرا يعني بالنقير النقرة التي في ظهر النواة التي ينبت منها النخلة" (?).
قال الثعلبي: أي: " ولو كان لهم من الملك فإذا لا يؤتون الناس محمدا وأصحابه نقيرا من حسدهم وبخلهم وبغضهم" (?).
قال السمعاني: " وصفهم بشدة البخل، وهذا على طريق ضرب المثل؛ إذ من اليهود من يؤتي المال، والنقير: اسم تلك النقطة على ظهر النواة، ومنها تنبت النخلة" (?).
قال الزجاج: " قال بعضهم: إنما معناه أنهم لو أعطوا الملك، ما أعطوا الناس نقيرا، وذكر «النقير» ههنا تمثيل، المعنى لضنوا بالقليل" (?).
قال مجاهد: " ولو كان لهم نصيب لم يؤتوا الناس نقيرا" (?).
قال ابن جريج: " ولو كان لهم نصيب وحظ من الملك، لم يكونوا إذًا يعطون الناس نقيرًا، من بُخْلهم" (?).
قال السدي: " يقول: لو كان لهم نصيب من الملك، إذًا لم يؤتوا محمدًا نقيرًا" (?).
وفي النقير ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه الذي يكون في ظهر النواة، وهذا قول ابن عباس (?)، والسدي (?)، وعطاء (?)، والضحاك (?)، وأبي مالك (?).
والثاني: أنه الذي يكون في وسط النواة، وهو قول مجاهد (?)، والضحاك في قوله الآخر (?).
والثالث: أنه نقر الرجل الشيء بطرفِ إبهامه، وهو رواية أبي العالية عن ابن عباس (?).
والراجح-والله أعلم- أن "الله وصف هؤلاء الفرْقة من أهل الكتاب بالبخل باليسير من الشيء الذي لا خطر له، ولو كانوا ملوكًا وأهلَ قدرة على الأشياء الجليلة الأقدار. فإذْ كان ذلك كذلك، فالذي هو أولى