الفوائد:

1 - أن الرسل تشهد على الأمم في تبليغ الرسالة وإقامة الحجة عليها.

2 - أن الكفار في ذلك اليوم يقرون لله تعالى بما عملوا وتشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، فأما ما ورد من أن الكفار يكتمون كفرهم وجحودهم فإن ذلك يكون في بعض مواضع القيامة حين يظنون أن جحودهم ينفعهم من عذاب الله فإذا عرفوا الحقائق وشهدت عليهم جوارحهم حينئذ ينجلي الأمر ولا يبقى للكتمان موضع ولا نفع ولا فائدة (?).

القرآن

{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)} [النساء: 42]

التفسير:

يوم يكون ذلك، يتمنى الذين كفروا بالله تعالى وخالفوا الرسول ولم يطيعوه، لو يجعلهم الله والأرض سواء، فيصيرون ترابًا، حتى لا يبعثوا وهم لا يستطيعون أن يُخفوا عن الله شيئًا مما في أنفسهم، إذ ختم الله على أفواههم، وشَهِدَتْ عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون.

قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ} [النساء: 42]، "أي: في ذلك اليوم العصيب يتمنى الفجار الذين جحدوا وجدانية الله وعصوا رسوله" (?).

قال السعدي: " أي: الذين جمعوا بين الكفر بالله وبرسوله ومعصية الرسول" (?).

قوله تعالى: {لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ} [النساء: 42]، " أي: لو يدفنوا في الأرض ثم تُسوّى بهم" (?).

قال مسلم البطين: " قوله: {لو تسوى بهم الأرض}، قال: الذين كفروا" (?).

قال السعدي: "أي: تبتلعهم ويكونون ترابا" (?).

قال ابن عباس: " يعني: أن تسوى الأرض بالجبال والأرض عليهم" (?).

قال قتادة: " يقول: ودوا لو انخرقت الأرض فساخوا فيها" (?).

قال مقاتل: " وذلك بأنهم قالوا في الآخرة: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} (?)، فشهدت عليهم الجوارح بما كتمت ألسنتهم من الشرك، فودوا عند ذلك أن الأرض انشقت فدخلوا فيها فاستوت عليهم" (?).

قال الكلبي: " يقول الله عز وجل للبهائم والوحش والطير والسباع: كن ترابا فتسوى بها الأرض، فعند ذلك يتمنى الكافرون لو كانوا ترابا يمشي عليهم أهل الجمع، بيانه قوله عز وجل: {يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا} " (?).

قال الزجاج: " أي: يودون أنهم لم يبعثوا، وأنهم كانوا والأرض سواء، وقد جاء في التفسير أن البهائم يوم القيامة تصير ترابا. فيودون أنهم يصيرون ترابا" (?).

قال الزمخشري: أي: " لو يدفنون فتسوى بهم الأرض كما تسوى بالموتى" (?).

قال ابن كثير: " أي: لو انشقت وبلعتهم، مما يرون من أهوال الموقف، وما يحل بهم من الخزي والفضيحة والتوبيخ، كقوله: {يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} " (?).

وفي تفسير قوله تعالى: {لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ} [النساء: 42]، ثلاثة اقوال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015