قال مقاتل: " ثم خوفهم، فقال- تعالى-: فكيف بهم إذا جئنا من كل أمة بشهيد، يعني: نبيهم وهو شاهد عليهم بتبليغ الرسالة إليهم من ربهم" (?).
قال الزجاج: " أي: فكيف تكون حال هؤلاء يوم القيامة، وحذف " تكون حالهم "، لأن في الكلام دليلا على ما حذف، و {كيف} لفظها لفظ الاستفهام، ومعناها معنى التوبيخ" (?).
قال البغوي: " أي: فكيف الحال وكيف يصنعون إذا جئنا من كل أمة بشهيد، يعني: نبي، يشهد عليهم بما عملوا" (?).
قال الزمخشري: أي: " فكيف يصنع هؤلاء الكفرة من اليهود وغيرهم إذا جئنا من كل أمة بشهيد يشهد عليهم بما فعلوا وهو نبيهم، كقوله: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} [المائدة: 117] " (?).
قال الضحاك: " كل أمة بنبيها" (?).
قال قتادة: " وشاهدها نبوتها من كل أمة" (?).
قال ابن جريج: " رسولها، فيشهد عليها أن قد أبلغهم ما أرسله الله به إليهم " (?).
قال ابن عباس: " الشاهد نبي الله، قال الله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} " (?).
قال السمعاني: " معناه: فكيف الحال إذا جئنا من كل أمة بشهيد؟ وأراد بالشهيد من كل أمة نبيها، وشهيد هذه الأمة: نبينا، وأختلفوا على أن شهادتهم على ماذا؟ منهم من قال: يشهدون على تبليغ الرسالة، ومنهم من قال: يشهدون على الأمة بالأعمال" (?).
قال الفراء: " إن كل نبي يأتي يوم القيامة فيقول: بلغت، فتقول أمته: لا، فيكذبون الأنبياء، ثم يجاء بأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيصدقون الأنبياء ونبيهم، ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيصدق أمته، فذلك قوله تبارك وتعالى: لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا، ومنه قول الله: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد [وجئنا بك على هؤلاء شهيدا]} " (?).
قال سهل التستري: " إن الله تعالى وكل بكل عبد مسلم ثلاثمائة وستين ملكا بعدد عروقه، إن أراد خيرا أعانوه، وإن أراد شرا عاتبوه عليه، فإن عمل شيئا من ذلك حفظوه عليه، حتى إذا كان يوم القيامة عرضوه عليه ووافقوه على ذلك، حتى إذا صاروا إلى الله تعالى شهدوا عليه بوفاء الطاعة واقتراف الخطيئة، قال الله تعالى: {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} [ق: 21] " (?).
قوله تعالى: {وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]، أي: " وجاء بك -أيها الرسول- لتكون شهيدًا على أمتك أنك بلغتهم رسالة ربِّك؟ " (?).
قال مقاتل: " يعني كفار أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- بتبليغ الرسالة" (?).
قال الزجاج: " أي: نأتي بكل نبي أمة يشهد عليها ولها" (?).
قال ابن جريج: " {وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتَى عليها فاضت عيناه" (?).