سيئة واحدة، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى، فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فإن أمتك لا تطيق ذاك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رجعت إلى ربي حتى لقد استحييت" (?).
الفوائد:
1 - من رحمة الله تعالى وإحسانه بعباده، تخفيفه عما يضعف عنه الإنسان وما لا يطيقه إيمانه وصبره وقوته.
2 - ضعف الإنسان أمام غرائزه لا سيما غريزة الجنس.
القرآن
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)} [النساء: 29]
التفسير:
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، لا يحل لكم أن يأكل بعضكم مال بعض بغير حق، إلا أن يكون وَفْقَ الشرع والكسب الحلال عن تراض منكم، ولا يقتل بعضكم بعضًا فتهلكوا أنفسكم بارتكاب محارم الله ومعاصيه. إن الله كان بكم رحيمًا في كل ما أمركم به، ونهاكم عنه.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [النساء: 29]، أي: " يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه" (?).
قوله تعالى: {لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [النساء: 29]، أي: " لا يأكل بعضكم أموال بعض بغير حق" (?).
قال الطبري: أي: ": لا يأكل بعضكم أموالَ بعض بما حرّمَ عليه، من الربا والقمار وغير ذلك من الأمور التي نهاكم الله عنها" (?).
قال ابن كثير: " نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن أن يأكلوا أموال بعضهم بعضا بالباطل، أي: بأنواع المكاسب التي هي غير شرعية، كأنواع الربا والقمار، وما جرى مجرى ذلك من سائر صنوف الحيل، وإن ظهرت في غالب الحكم الشرعي مما يعلم الله أن متعاطيها إنما يريد الحيلة على الربا" (?).
وفي تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا لا تِأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ} [النساء: 29]، ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه الزنى، والقمار، والبخس، والظلم، وهو قول السدي (?).
والثاني: العقود الفاسدة، وهو قول ابن عباس (?).
قال ابن عباس: " الرجل يشتري السلعة فيردّها ويردّ معها درهمًا" (?). وفي رواية أخرى: "عن عكرمة، عن ابن عباس في الرجل يشتري من الرجل الثوبَ فيقول: إن رضيته أخذته وإلا رددته ورددت معه درهمًا، قال: هو الذي قال الله: لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" (?).
والثالث: أنه نهى أن يأكل الرجل طعام قِرى وأَمَر أن يأكله شِرى ثم نسخ ذلك بقوله تعالى في سورة النور: {وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ} [النور: 61] إلى قوله: {أَوْ أَشْتَاتاً}، وهو قول الحسن البصري (?)، وعكرمة (?).
والراجح-والله أعلم- هو القول الأول، " وذلك أن الله تعالى ذكره حرّم أكل أموالنا بيننا بالباطل، ولا خلاف بين المسلمين أنّ أكل ذلك حرامٌ علينا، فإنّ الله لم يحلَّ قط أكلَ الأموال بالباطل، وأما قرَى الضيف وإطعام الطعام فقد كان من حميد أفعال أهل الشرك والإسلام التي حَمِدَ الله أهلها عليها وَندبهم إليها، وأن الله