والثاني: ما وراء ذوات المحارم من أقاربكم، وهو قول عطاء (?).

والثالث: ما وراء ذلكم مما ملكت أيمانكم، وهو قول قتادة (?).

قال الطبري: والصواب" أن الله جل ثناؤه بيَّن لعباده المحرَّمات بالنسب والصهر، ثم المحرمات من المحصنات من النساء، ثم أخبرهم جل ثناؤه أنه قد أحل لهم ما عدا هؤلاء المحرَّمات المبيَّنات في هاتين الآيتين، أن نَبْتغيه بأموالنا نكاحًا وملك يمين، لا سفاحًا" (?).

قال ابن الجوزي: " قوله: {وأحل لكم ما وراء ذلكم} هذا عند عموم العلماء لفظ عام دله التخصيص بنهي النبي-صلى الله عليه وسلم- «أن تنكح المرأة على عمتها أو أعلى خالتها» (?)، وليس هذا على سبيل النسخ.

وقد ذهب قوم لا فقه لهم إلى أن التحليل المذكور في الآية منسوخ بهذا الحديث (?)، وهذا إنما يأتي من عدم فهم الناسخ والمنسوخ والجهل بشرائطه وقلة المعرفة بالفرق بين التخصيص والنسخ" (?).

قوله تعالى: {أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} [النساء: 24]، "أي: إِرادة أن تطلبوا النساء بطريق شرعي فتدفعوا لهن المهور حال كونكم متزوجين غير زانين" (?).

قال الماوردي: " يعني أن تلتمسوا بأموالكم إما شراء بثمن، أو نكاحاً بصداق، يعني متناكحين غير زانين " (?).

قال السدي: "، يقول: محصنين غير زُنَاة" (?).

عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في "قوله: {محصنين}، قال: متناكحين، غير مسافحين، قال: زانين بكل زانية" (?). وفي رواية أخرى عن مجاهد: " {محصنين}: متناكحين غير مسافحين، السفاحُ الزِّنا" (?).

قال سليمان بن المغيرة: "سئل الحسن وأنا أسمع، ما المسافحة؟ قال: هي التي لا يزني إليها رجل بعينه إلا تبعته" (?).

وأصل السفاح: " صب الماء، ومنه سَفَح الدمع إذا صبَّه، وسَفْح الجبل أسفله لأنه مصب الماء فيه، وسِفَاح الزنى لصب مائه حراماً" (?).

وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر {وأحل لكم} [النساء: 24] بفتح الألف والحاء و {أحصن} [النساء: 25] مضمومة الألف، وقرأ الكسائي وحمزة {وأحل لكم} مضمومة الألف و {أحصن} مفتوحة الألف.

واختلف عن عاصم فروى عنه حفص {وأحل} و {أحصن} مضمومتين، وروى عنه المفضل وأبو بكر {وأحل لكم} و {أحصن} بالفتح جميعا، وروي عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأ {وأحل لكم} بفتح الألف، ووروي عن شيبان عن عاصم {وأحل} بالفتح {فإذا أحصن} بضم الألف (?).

قوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} [النساء: 24]، "أي: فما تلذذتم به من النساء بالنكاح فآتوهنَّ مهورهن فريضةً فرضها الله عليكم" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015