سنام كل شيء أعلاه، والجمع أسنة (?).وردت تسميتها بـ (سنام القراآن)، لدى بعض العلماء كالألوسي (?) والسيوطي (?)، ولعل وجه التسمية تعود إلى كون سورة البقرة أطول سور القرآن، ومن أوله، وهي تشمل على العديد من الأمقاصد والأحكام الشعرعية والمواعظ والعبر والله أعلم، وهو بذلك وصف تشريفي للسورة.
واستدلوا بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث منها:
- عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن البقرة وإن من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال ومن قرأها في بيته نهاراً لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام" (?).
-عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً، واستخرجت " اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ " [آل عمران: 2] من تحت العرش فوصلت بها ـ أو فوصلت بسورة البقرة ـ ويس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرؤوها على موتاكم " (?).
- روى الترمذي من حديث حكيم بن جبير وفيه ضعف عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل شيءٍ سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن آية الكرسي" (?).
- عنْ عبدِاللَّهِ بن مسعود: " أنَّهُ قالَ: إنَّ لكلّ شيءٍ سَناماً، وإنَّ سنامَ القرآنِ سورةُ البقرةِ، وإنَّ لكلّ شيءٍ لُباباً، وإنَّ لبابَ القرآنَ المفصَّلُ" (?).
قال ابن منظور: " سنام كل شيء أَعلاه؛ وفي شعر حسَّان (?):
وإِن سَنامَ المَجْدِ من آلِ هاشِمٍ ... بَنُو بِنتِ مَخْزومٍ ووالدُك العَبْدُ
أَي: أَعلى المجد، وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: "قَضى القُضاة أَنها سَنامُها " فسَّره فقال معناه خِيارُها لأَن السَّنام خِيارُ ما في البعير سَنَّم الشيءَ رَفَعَه " (?).
لحديث معقل بن يسار سبق ذكره: " البقرة سنام القرآن وذروته .. " (?).