قوله تعالى: {فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [النساء: 4]، "أي: فخذوا ذلك الشيء الموهوب حلالاً طيباً" (?).

قال ابن عباس: " يقول: إذا كان من غير إضرار، ولا خديعة، فهو هنيء مريء، كما قال الله جل وعز " (?).

قال الزمخشري: " فإن وهبن لكم شيئا من الصداق وتجافت عنه نفوسهن طيبات غير مخبثات بما يضطرهن إلى الهبة من شكاسة أخلاقكم وسوء معاشرتكم فكلوه فأنفقوه. قالوا: فإن وهبت له ثم طلبت منه بعد الهبة، علم أنها لم تطب منه نفسا (?).

قال ابن كثير: " ومضمون كلامهم: أن الرجل يجب عليه دفع الصداق إلى المرأة حَتمًا، وأن يكون طيب النفس بذلك، كما يمنح المنيحة ويعطي النحلة طيبًا بها، كذلك يجب أن يعطي المرأة صداقها طيبا بذلك، فإن طابت هي له به بعد تسميته أو عن شيء منه فليأكله حلالا طيبًا" (?).

قال أهل العلم: " «المريء»، يقال: مرئ الطعام: إذا انهضم، وحمدت عاقبته" (?).

وفي "الهنيء" ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه ما تؤمن عاقبته (?).

والثاني: ما أعقب نفعا وشفاء (?).

والثالث: أنه الذي لا ينغصه شيء (?).

قال الطبري: " وأما قوله: {هنيئًا}، فإنه مأخوذ من: «هنأت البعير بالقَطِران»، إذا جَرِب فعُولج به" (?)، قال الشاعر (?):

مُتَبَذِّلا تَبْدُو مَحَاسِنُهُ ... يَضَعُ الهِنَاء مَوَاضِعَ النُّقْبِ (?)

قال ابن عطية: " وهذا ضعيف، وإنما قال اللغويون: الطعام الهنيء هو السائغ المستحسن الحميد المغبة، وكذلك المريء، قال اللغويون: يقولون هنأني الطعام ومرأني على الإتباع، فإذا أفردوا قالوا: أمرأني، على وزن: أفعل" (?).

أخرج ابن أبي حاتم (?)، وابن المنذر (?)، عن علي-عليه السلام-: "إذا اشتكى أحدكم شيئا، فليسأل امرأته ثلاثة دراهم أو نحو ذلك فليبتع عسلا، ثم يأخذ ماء السماء، فيجتمع هنيئا مريئا، وشفاء، ومباركا".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015