فالْوُحِىُّ جمع وَحْيٍ وهو الكتابة، وإنما سميت الإِشارة والكتابة وحياً لدلالتهما على المعنى بسرعة لا يدانيهما فيها غيرهما. والعرب تسمي السرعة وحياً، فيقولون: تَوَحَّى الرجل إذا جاء بسرعة، فهما يرجعان إلى أصل واحد وهو السرعة (?).
7 - وسوسة الشيطان وتزيينه الشر في نفس الإنسان، قال تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} [الأنعام: 121]، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112]، وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج: 52] (?).
وإنما سمي " الإلهام " و " التسخير الغرْيزي " و " الوسوسة الشيطانية " وحياً، لأنّها إعلام في خفاء، والعرب تسمي الإعلام الخفي وَحْياً (?).
قال الكسائي: "تقول: وحيت إليه، إذا كلمته بكلام تخفيه عن غيره" (?).
ولغة القرآن: (أوحى)، بالألف -ولم يستعمل مصدرها- وإنما جاء فيه مصدر الثلاثي: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 4].
وعليه فان المعنى المستفاد من مادة الكلمة يشتمل على السرعة والخفاء ولو نظرنا لما استخدم هذه الأيام من وسائل الاتصال الحديثة فان فيها السرعة والخفاء، وسترى ذلك واضحاً في معنى الوحي في نظر العلم.
في العلم: وهو ما توصل إليه علماء الصناعة من اكتشافات، وما فيه من الدقة، وما اكتشف من معلومات حو ل النمل والنحل والمخلوقات. فمن ذلك:
التنويم المغناطيسي.
الهاتف واللاسلكي، والراديو، والفاكس، والإنترنت وغيرها.
التسجيلات الإلكترونية على أشرطة التسجيل وأسطواناته فتنقل صوت الغائب والميت وهكذا.
أعمال النمل، والنحل وحشرات الإكسيكلوب وما فيه من الدقة والإتقان.
العبقرية: ويعرِّفُها أفلاطون بأنها حال إلهية مولدة للإلهامات العلوية للبشر. ويقرر الفلاسفة بأنها حال علوية لا شأن للعقل بها. ويقول عباد الطبيعة بأنها هبة من الطبيعة نفسها لا تحصلها دراسة، ولا يوجدها تفكير.
الحالات الروحانية التي يفتح على الإنسان بها بما لا مقدور له عليه (?).
في العقل: "ما جرى للنبي محمد-صلى الله عليه وسلم- وما أخبر به. ويشهد له المعجزات التي أظهرها أو خبَّر بها. وقد اعترف العقلاء بما أخبر به في زمانه وبعده، وما زال العقل مستسلما. والعقل هو مناط التكليف" (?).