كقوله تعالى {فلا تطع المكذبين}، أو على أن المراد نهي المؤمنين كما يوجه الخطاب إلى مداره القوم ورؤسائهم والمراد أفناؤهم، أو لكل أحد ممن يصلح للخطاب من المؤمنين والنهي للمخاطب" (?).

قال الراغب: " أصل الغر: الطي الذي ينكسر عليه المطوي، فجعل عبارة عمن انطوى على اعتقاد يمنع عن رفع بصيرته، ولذلك سمي الاعتماد طوية، ونحو الغر الاستدراج تشبيها بالمدرج، ومن هذا قال: {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} [هود: 5] " (?).

وقرأ يعقوب: {يغرنك}، وأخواتها ساكنة النون (?).

قوله تعالى: {تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ} [آل عمران: 196]، أي: " تنقل الذين كفروا في البلاد طلباً لكسب الأموال والجاه والرتب" (?).

قال السدي: " يقول: ضربهم في البلاد" (?).

قال مقاتل: أي: " ما فيه الكفار من الخير والسعة" (?).

قال عكرمة: أي: " تقلب ليلهم ونهارهم، وما يجري عليهم من النعم" (?).

قال السمرقندي: أي: " ذهابهم ومجيئهم في تجاراتهم ومكاسبهم في الأرض" (?).

قال السمعاني: " يعني: على مرادهم" (?).

قال الطبري: " يعني: تصرفهم في الأرض وضربهم فيها، فنهى الله تعالى ذكره نبيّه صلى الله عليه وسلم عن الاغترار بضربهم في البلاد، وإمهال الله إياهم، مع شركهم، وجحودهم نعمه، وعبادتهم غيره" (?).

قال ابن كثير: أي: " لا تنظروا إلى ما هؤلاء الكفار مُتْرفون فيه، من النِّعْمَة والغِبْطَة والسرور" (?).

وفي تقلبهم قولان (?):

أحدهما: يعني تقلبهم في نعيم البلاد، وذلك نعمة من الله عليهم؛ لتركهم يتجرون في البلدان مع كفرهم بربهم، أو أعطاهم أموالا يتنعمون فيها ويتلذذون.

والثاني: تقلبهم غير مأخوذين بذنوبهم، لما أخّر عنهم العذاب والهلاك إلى وقت.

قال البيضاوي: " وإنما جعل للتقلب تنزيلا للسبب منزلة المسبب للمبالغة، والمعنى لا تنظر إلى ما الكفرة عليه من السعة والحظ، ولا تغتر بظاهر ما ترى من تبسطهم في مكاسبهم ومتاجرهم ومزارعهم" (?).

قال أبو السعود: أي: " وإنما جعل للتقلب مبالغة أي لا تنظر إلى ما عليه الكفرة من السعة ووفور الحظ ولا تغتر بظاهر ما ترى منهم من التبسط في المكاسب والمتاجر والمزارع" (?).

قال الراغب: " والتقلب في البلاد ليس يعني المشي فيها، وإنما يعني التوسع في أعراض الدنيا" (?).

قال الماتريدي: " وليس الاغترار في نفس التقلب؛ لأنه جهد ومشقة؛ ولكن لما فيه من الأمن والسعة والقوة؛ دليله قوله - تعالى -: {مَتَاعٌ قَلِيلٌ} [آل عمران: 197] " (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015