وإظهار الحاجة إليه؛ وذلك أن «الدعاء مخ العبادة» (?)، مثله -مما لا يجوز غيره، وقد تعبدنا بالدعاء به-: قوله -تعالى-: {قال رب احكم بالحق} [الأنبياء: 112]، وقوله: {فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك} [غافر: 7] " (?).
وقال القرظي: "إن الملائكة تسأل لهم ذلك؛ وهو قوله: {ربنا وأدخلهم جنات} [غافر: 8] " (?). واختار الزجاج هذا القول (?).
قال الزجاج والفراء والنحاس: " يريد على ألسنة رسلك، مثل: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82]} " (?).
قال ابن أبي زمنين: " أي: على ألسنة رسلك؛ وعد الله المؤمنين على ألسنة رسله أن يدخلهم الجنة إذا أطاعوه" (?).
قال مكي: " أي: يقولون: ربنا آتنا ما وعدتنا على لسان رسلك: وهو الجنة وهذا سؤال وطلب، ومعناه الخبر، لأن الله تعالى منجز وعده من غير سؤال، ومعناه وتوفنا مع الأبرار لتؤتينا ما وعدتنا فهذا معناه، لأنهم قد علموا أن الله لا يخلف الميعاد، ولكنه خبر" (?).
قال الطبري: أي: " ربنا أعطنا ما وعدتنا على ألسن رسلك: أنك تُعلي كلمتك كلمةَ الحق، بتأييدنا على من كفر بك وحادَّك وعبد غيرك وعجَل لنا ذلك" (?).
روي عن ابن جريج، "قوله: {ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك}، قال: يستنجز موعود الله على رُسله" (?).
وقال السمرقندي: " يعني: أعطنا ما وعدتنا من الخير والجنة على لسان رسلك. ويقال: هو ما ذكر من استغفار الملائكة والأنبياء للمؤمنين، وهو قوله: {والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض} [الشورى: 5] وما ذكر من دعاء نوح وإبراهيم- عليهم السلام- للمؤمنين" (?).
وفي تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ} [آل عمران: 194]، وجوه (?):
أحدها: أن المعنى: وآتنا ما وعدتنا على ألسن رسلك، قاله ابن عباس في رواية الكلبي عنه (?)، ومقاتل (?)، واختاره الزجاج (?)، والفراء (?)، والنحاس (?)، ابن كثير (?).