أحدها: أن الذنوب الكبائر ودون الكبائر، والسيئات الشرك. قاله الكلبي (?).
والثاني: أن قوله: {ذنوبنا}، يعني: ما عملوا في حال الجاهلية، {وكفر عنا سيئاتنا}، يعني: ما عملوا في حال الإسلام. قاله الضحاك.
والثالث: أن الذنوب والسيئات بمعنى واحد.
والرابع: أن الذنوب هي الكبائر، والسيئات ما دون الكبائر التي تكفر من الصلاة إلى الصلاة.
قوله تعالى: {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} [آل عمران: 193]، أي: "وألحقنا بالصالحين" (?).
قال مقاتل: " يعني: المطيعين" (?).
قال ابن كثير: "أي: ألحقنا بالصالحين" (?).
قال الطبري: أي: " واقبضنا إليك إذا قبضتنا إليك، في عداد الأبرار، واحشرنا محشرهم ومعهم" (?).
قال السمرقندي: " أي: مع المطيعين، ويقال: اجعل أرواحنا مع أرواح المطيعين والصالحين" (?).
قال البيضاوي: "أي: مخصوصين بصحبتهم معدودين في زمرتهم، وفيه تنبيه على أنهم محبون لقاء الله، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه" (?).
قال الراغب: " قوله: {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}، نحو ما حكى عن غيره في قوله: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101]، وفيه تنبيه أنهم لا يكرهون لقاء الله، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» (?) " (?).
وقد ذكر القفال في تفسير هذه المعية وجهين (?):
الأول: أن وفاتهم معهم هي أن يموتوا على مثل أعمالهم حتى يكونوا في درجاتهم يوم القيامة، قد يقول الرجل أنا مع الشافعي في هذه المسألة، ويريد به كونه مساويا له في ذلك الاعتقاد، والثاني: يقال فلان في العطاء مع أصحاب الألوف، أي هو مشارك لهم في أنه يعطي ألفا. والثالث: أن يكون المراد منه كونهم في جملة أتباع الأبرار وأشياعهم، ومنه قوله: فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين [النساء: 69].
واختلف في {البر}، على وجوه (?):
أحدها: أنه الذي لا يؤذى أحدا.
والثاني: وقيل: الأبرار: الأخيار.
والثالث: أن الأبرار هم الأنبياء، والمعنى: توفنا في جملتهم حتى نصير معهم. قاله الواحدي (?).
والرابع: أن الأبرار: هم الأنبياء والصالحون. قاله ابن عباس (?).
والخامس: أنهم المتمسكون بالسنّة. قاله النسفي (?).
والسادس: أن البر: الطاعة، والتقوى: ترك المعصية، ومعنى الآية: توفنا على ما عليه توفيت الأبرار، وتوفنا وإنا أبرار.