قال الزجاج: " أي: هو خالقهما، ودليل ذلك قوله - عز وجل: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}، و {خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} " (?).

قال مقاتل: " ثم عظم الله نفسه فقال: {ولله ملك السماوات والأرض} وما بينهما من الخلق عبيده وفي ملكه" (?).

قال السمرقندي: " أي خزائن السموات المطر، وخزائن الأرض النبات، ويقال: جميع من في السموات والارض عبيده وفي ملكه" (?).

قال الواحدي: " أي: بملك تدبيرهما، وتصريفهما على ما يشاء" (?).

قال السعدي: " أي: هو المالك للسماوات والأرض وما فيهما، من سائر أصناف الخلق، المتصرف فيهم بكمال القدرة، وبديع الصنعة" (?).

قال الطبري: " وهذا تكذيب من الله جل ثناؤه الذين قالوا: {إن الله فقير ونحن أغنياء} (?)، يقول تعالى ذكره، مكذبا لهم: لله ملك جميع ما حوته السموات والأرض. فكيف يكون أيها المفترون على الله، من كان ملك ذلك له فقيرًا؟ " (?).

قال المراغي: " أي لا تحزنوا أيها المؤمنون ولا تضعفوا، وبينوا الحق ولا تكتموا منه شيئا، ولا تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا، ولا تفرحوا بما عملتم، فإن الله يكفيكم ما أهمكم ويغنيكم عن هذه المنكرات التي نهيتم عنها فإن لله ملك السموات والأرض يعطى من يشاء" (?).

قوله تعالى: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 189]، " أي وهو سبحانه "على كل شيء قدير" (?).

قال الزمخشري: أي: " فهو يقدر على عقابهم" (?).

قال السعدي: أي: " فلا يمتنع عليه منهم أحد، ولا يعجزه أحد" (?).

قال الطبري: " ثم أخبر جل ثناؤه أنه القادر على تعجيل العقوبة لقائلي ذلك، ولكل مكذب به ومفتر عليه، وعلى غير ذلك مما أراد وأحب، ولكنه تفضل بحلمه على خلقه فقال: والله على كل شيء قدير، يعني: من إهلاك قائلي ذلك، وتعجيل عقوبته لهم، وغير ذلك من الأمور" (?).

قال المراغي: أي: " لا يعز عليه نصركم على من يؤذونكم بأيديهم وألسنتهم من أهل الكتاب والمشركين" (?).

قال الماتريدي: " وهذا [ردّ] على المعتزلة؛ لأنهم يقولون: لا يقدر على خلق فعل العبد، وعلى قولهم: غير قادر على أكثر الأشياء، وهو قد أخبر أنه على كل شيء قدير" (?).

الفوائد:

1 - أن ملك السماوات والارض خاص بالله عزّ وجل، ووجهه تقديم الخبر الذي دل! على الحصر.

2 - أن الملك المطلق لله وحده، وأما الملك المضاف إلى المخلوق فهو ملك مقيد، ودليله أن هذا المالك المخلوق لو أراد أن يتصرف بماله على خلاف ما جاءت به الشريعة كان ممنوعا من هذا ولا يملكه، والله جلّ وعلا يملك ملكا عاما شاملا يستغني به عن غيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015