قال ابن عطية: " ومعنى (آمين) عند أكثر أهل العلم: اللهم استجب، أو أجب يا رب، ونحو هذا" (?).
وفي (آمين)، لغتان (?):
إحداهما: (أمين) بقصر الألف، ومنه قول الشاعر (?):
تباعد منّي فطحل إذ سألته ... أمين فزاد الله ما بيننا بعدا
والثانية: (آمين)، بمد (الألف)، قال الشاعر (?):
يا ربّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَها أبدًا ... ويَرْحَمُ اللهُ مَنْ قال: آمينَا
قال الثعلبي: "وهو مبني على الفتح مثل (أين) (?) ".
وقد اتفق العلماء على أنه يسن للمنفرد والمأموم أن يقول: (آمين)، فالمنفرد يؤمِّن بعد قراءته للفاتحة، والمأموم يؤمن بعد قراءة الإمام (?).
واختلف أهل العلم في جهر الإمام: بـ (آمين)، على وجوه:
أحدها: أن الإمام يجهر في ذلك. وهذا مذهب الشافعي (?)، وأحمد (?)، ومالك في رواية المدنيين (?)، واختاره القرطبي (?).
قال الربيع: "سألت الشَّافِعِي عن الإمام إذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} الآية، هل يرفع صوته بآمين؛ قال: نعم، ويرفع بها من خلفه أصواتهم" (?).
والثاني: أن الإمام لا يجهر بها. وهذا مذهب الحنفية وبعض المدنيين من أصحاب مالك، وهو قول الطبري (?)، وبه قال ابن حبيب (?)، وابن أبي قاسم (?)، والمصريين من أصحاب مالك (?).
ودليلهم ما رواه مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " وإذا قال - يعني الإمام - {ولا الضالين}، فقولوا آمين" (?).