4 - تحدي هؤلاء القائلين هذا الكلام بدفع الموت عنهم، وأنه لايمكن درء الموت، لأن ما وقع التحدي به فإنه لايمكن وقوعه.

القرآن

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)} [آل عمران: 169]

التفسير:

ولا تظنَّنَّ -أيها النبي- أن الذين قتلوا في سبيل الله أموات لا يُحِسُّون شيئًا، بل هم أحياء حياة برزخية في جوار ربهم الذي جاهدوا من أجله، وماتوا في سبيله، يجري عليهم رزقهم في الجنة، ويُنعَّمون.

في سبب نزول الآية والتي بعدها أقوال:

أحدها: أخرج الطبري، وأحمد (?)، وأبو داود (?)، والبيهقي (?)، وأبو يعلى (?)، والحاكم (?)، والطبراني (?)، الواحدي (?)، عن ابن عباس قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما أصيب إخوانكم بأحد، جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تردُ أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش. فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحُسن مَقيلهم قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله بنا! لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب! فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم». فأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الآيات" (?).

وأخرج الطبري عن محمد بن قيس بن مخرمة قال: "قالوا: يا رب، ألا رسول لنا يخبر النبيّ صلى الله عليه وسلم عنا بما أعطيتنا؟ فقال الله تبارك وتعالى: أنا رسولكم، فأمر جبريل عليه السلام أن يأتي بهذه الآية: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله، الآيتين" (?).

وأصل الحديث أخرجه مسلم وغيره (?)، عن مسروق، قال: "سألنا عبد الله عن هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} [آل عمران: 169] قال: أما إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: «أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة»، فقال: " هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب، نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا " (?).

والثاني: أخرج الترمذي (?)، وابن ماجه (?)، وابن حبان (?)، والحاكم (?)، والواحدي (?)، والبيهقي (?)، من طريق موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري، قال: "سمعت طلحة بن حراش يقول: سمعت جابر بن عبد الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015