قال الواحدي: "وعلى هذا القول: أضاف إليهم المعصية والهزيمة، وإن كانت مخلوقة لله -تعالى- مرادة، لأن المعصية تضاف إلى العاصي من حيث المباشرة والكسب" (?).
قال الفخر: " استدلت المعتزلة على أن أفعال العبد غير مخلوقة لله تعالى" (?).
ويرد عليهم: "بأنه لم يقل أحد أن العبد خلق أفعاله غيره، والمصيبة التي أصابت المؤمنين هي بفعل الكافرين، فليس هي فعل لهم، وإنما فعلهم السبب في ذلك فإذا استدلوا بالسبب، قلنا: ليس لهم دليل من الآية بل فيها ما يرده، وهو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} " (?).
والثاني: أن المعنى: بخروجكم من المدينة، وخلافكم على رسولكم؛ وذلك أنه دعاهم إلى التحصن بالمدينة، وكان قد رأى في المنام أن عليه درعا حصينة، فأولها: المدينة. فقالوا: كنا نمتنع في الجاهلية، ونحن اليوم أحق بالامتناع، فأكرهوا رسول الله على الخروج. وهذا قول: ابن عباس (?)، والحسن (?)، وقتادة (?)، والربيع (?)، والسدي (?)، وابن جريج (?)، وعكرمة (?) , ومحمد بن إسحاق (?)، والضحاك (?).
والثالث: أن المعنى: قل هو من عند أنفسكم، بإساركم المشركين يوم بدر، وأخذكم منهم الفداء، وترككم قتلهم. وهذا قول علي-كرّم الله وجهه- (?)، وعبيدة (?)، .
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165]، " أي: إن الله يفعل ما يشاء لا معقب لحكمه ولا رادّ لِقضائه" (?).
قال البيضاوي: أي: " فيقدر على النصر ومنعه وعلى أن يصيب بكم ويصيب منكم" (?).
قال الطبري: أي: " إن الله على جميع ما أراد بخلقه من عفو وعقوبة، وتفضل وانتقام، {قدير}، يعني: ذو قدرة" (?).