أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى صِراطٍ ... إذَا اعْوَجَّ الْمَوَارِدُ مُسْتَقِيم

يريد على طريق الحق (?).

ومنه قول الهُذلي أبي ذُؤَيْب (?):

صَبَحْنَا أَرْضَهُمْ بالخَيْلِ حَتّى ... تركْنَاها أَدَقَّ مِنَ الصِّرَاطِ

وقال عامر بن الطفيل (?):

خشونا أرضهم بالخيل حتّى ... تركناهم أذل من الصراط

والثاني: أنه الطريق الواضح، ومنه قوله تعالى: {وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُون} [الأعراف: 86]، وقال الشاعر (?):

فَصَدَّ عَنْ نَهْجِ الصِّرَاطِ الْقَاصِدِ

والثالث: أن الصراط: الطريق، بلغة الروم. قاله النقاش (?).

قال ابن عطية: " وهذا ضعيف جدا" (?).

قال الماوردي: و {الصراط}: " مشتق من مُسْتَرَطِ الطعام، وهو ممره في الحلق" (?).

قال الطبري: "أجمعَت الأمَّةُ من أهل التأويل جميعًا على أنَّ {الصراطَ المستقيمَ}، هو: الطريقُ الواضحُ الذي لا اعوجاج فيه، وكذلك ذلك في لغة جميع العرب" (?).

قال ابن القيم رحمه الله: "و {الصراط}: ما جَمَع خمسةَ أوصاف: أنْ يكون طريقًا مستقيمًا، سهلاً، مسلوكًا، واسعًا، موصلاً إلى المقصود، فلا تُسمِّي العربُ الطريقَ المُعْوَجَّ: صراطًا، ولا الصعبَ المشق، ولا المسدود غير الموصل، ومَن تأمَّلَ مواردَ الصراط في لسانهم واستعمالهم، تبيَّن له ذلك ... ولا تكون الطريقُ صراطًا حتى تتضمَّن خمسةَ أمور: الاستقامةَ، والإيصالَ إلى المقصود، والقُرْبَ، وسعتَه للمارِّين عليه، وتعيُّنَه طريقًا للمقصود" (?).

وفي الدعاء بهذه الهداية، ثلاثة تأويلات (?):

أحدها: أنهم دعوا باستدامة الهداية، وإن كانوا قد هُدُوا.

والثاني: معناه زدنا هدايةً. وضعفه الطبري (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015