قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ} [آل عمران: 77]، أي: أولئك" لا حظ لهم في خيرات الآخرة" (?).

عن ابن عباس: "يعني قوله: {لا خلاق لهم في الآخرة}: يقول: نصيب" (?). وروي عن مجاهد والسدي نحو ذلك (?).

وقال قتادة: " ليس لهم في الآخرة جهة عند الله" (?).

وقال الحسن: "ليس له دين" (?).

قوله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 77]، أي: " ولا يكلمهم الله بما يسرُّهم" (?).

قال الثعلبي: أي: " كلاما ينفعهم ويسرّهم، قاله المفسرون، وقال المفضل: {وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ}: بقبول حجّة يحتجّون بها" (?).

قال أبو السعود: " أي بما يسُرّهم أو بشيء أصلاً وإنما يقع ما يقع من السؤال والتوبيخِ والتقريعِ في أثناء الحساب من الملائكةِ عليهمِ السَّلامُ أولا ينتفعون بكلماتِ الله تعالى وآياتِه والظاهرُ أنه كنايةٌ عن شدة غضبِه وسَخَطِه نعوذ بالله من ذلك" (?).

وذكر الزجاج في قوله تعالى: : {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 77]، وجهان (?):

أحدهما: أن يكون إسماع الله أولياءه كلامه بغير سفير، خصوصية يخص الله بها أولياءه كما كلم موسى فكان ذلك خصوصية له دون البشر أجمعين.

والثاني: وجائز أن يكون {ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم} تأويله الغضب عليهم، والإعراض عنهم كما تقول: " فلان لا ينظر إلى فلان ولا يكلمه، وتأويله أنه غضبان عليه، وإن كلمه بكلام سوء لم ينقض ذلك.

قوله تعالى: {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 77]، أي: " ولا يعطف عليهم بخير، مقتًا من الله لهم" (?).

قال الأخفش: " فهذا مثل قولك للرجل: ما تنظر إلي، اذا كان لا ينيلك شيئا" (?).

قال الثعلبي: " أي لا يرحمهم ولا يعطف عليهم ولا يحسن إليهم ولا يكلمهم خيرا. يقال نظر فلان لفلان، ونظر إليه إذا رحمه وأحسن إليه" (?).

قوله تعالى: {وَلَا يُزَكِّيهِمْ} [آل عمران: 77]، أي: " ولا يطهرهم من دَنس ذنوبهم وكفرهم" (?).

قال الزجاج: أي: " لا يجعلهم طاهرين ولا يثني عليهم خيرا" (?).

قال ابن عطية: " يحتمل معنيين، أحدهما يطهرهم من الذنوب وأدرانها، والآخر ينمي أعمالهم، فهي تنمية لهم، والوجهان منفيان عنهم في الآخرة" (?).

قوله تعالى: {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77]، أي: " ولهم عذاب موجع" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015