قال ابن عباس: "قوله: {الظالمين}، يقول: الكافرين" (?).
قال أبو عبيدة: " أي: الكافرين" (?).
قال محمد ابن إسحاق: " {الظالمين}: أي المنافقين الذين يظهرون بألسنتهم الطاعة وقلوبهم مصرة على المعصية" (?).
قال السمعاني: " أي: لا يرحم الكافرين، ولا يثني عليهم بالجميل" (?).
قال ابن أبي زمنين: يعني: المشركين" (?).
قال الزجاج: " أي لا يرحمهم، ويعذبهم ولا يثني عليهم خيرا، هذا معنى البغض من الله، ومعنى المحبة منه الرحمة والمغفرة والثناء والجميل" (?).
قال الماتريدي: " لأنه لا يحب الظلم" (?).
قال السمرقندي: " أي لا يرضى دين الكافرين" (?).
قال الراغب: " تنبيه أنه لا يظلم خلقه، فمن لا يحب شيئا لا يتعاطاه مع استغنائه عنه" (?).
الفوائد:
1 - أن وفاء الأجر مرتبط بوصفين، هما: الإيمان والعمل الصالح، عليه فإن الإيمان وحده لا يكفي، بل لابد من عمل صالح ينمي هذا الإيمان ويشهد صحته.
2 - أن العمل لاينفع إلا إذا كان صالحا، وأن العمل الصالح ما جمع بين وصفين: الإخلاص واتباع الرسول-صلى الله عليه وسلم-.
3 - منة الله سبحانه وتعالى على عباده إذ جعل هذا الجزا كالاجور اللازم وفاؤها، لقوله: {فيوفيهم أجورهم}.
4 - إثبات المحبة لله تعالى، لقوله: {والله لايحب الظالمين}، إذ أن نفي المحبة عن الظالمين دليل على ثبوتها لغيرهم. والله أعلم.
5 - شؤم الظلم على الانسان وأنه من الذنوب التي تكون سببا لانتفاء محبة الله له، وبالتالي هلاك العبد.
القرآن
{ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)} [آل عمران: 58]
التفسير:
ذلك الذي نقصُّه عليك في شأن عيسى، من الدلائل الواضحة على صحة رسالتك، وصحة القرآن الحكيم الذي يفصل بين الحق والباطل، فلا شك فيه ولا امتراء.
في سبب نزول الآية: قال الحسن: " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم راهبا من نجران فقال أحدهما: من أبو عيسى؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعجل حتى يأمره ربه، فنزل عليه: {ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم} إلى قوله: {من الممترين} " (?).
قوله تعالى: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ} [آل عمران: 58]، "أي هذه الأنباء التي نقصها عليك يا محمد" (?).
قال محمد ابن إسحاق: " {ذلك نتلوه عليك} يا محمد من الآيات" (?).