قال السدي: " فلما وضعت إذا هي جارية، فقالت تعتذر إلى الله: {رب إني وضعتها أنثى} " (?).
قال الربيع: " يعني أن المرأة لا تستطيع ذلك" (?).
قال عكرمة: " قالت: ليس في الكنيسة إلا الرجل، فلا ينبغي لإمرأة أن تكون مع الرجال، أمها تقوله، فذلك الذي منعها أن يجعلها في الكنيسة وينفذ نذرها بتحريرها في الكنيسة" (?).
قال البيضاوي: " وإنما قالته تحسراً وتحزناً إلى ربها لأنها كانت ترجو أن تلد ذكراً ولذلك نذرت تحريره" (?).
قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} [آل عمران: 36]، أي والله أعلم بالشيء الذي وضعت" (?).
قال الطبري: أي: " والله أعلم من كل خلقه بما وضعت" (?).
قال البيضاوي: يعني: " أي بالشيء الذي وضعت. هو استئناف من الله تعالى تعظيماً لموضوعها وتجهيلاً لها بشأنها" (?).
وفي قوله تعالى: {وَضَعَتْ} [آل عمران: 36]، قراءتان (?):
إحداهما: {بما وضعتْ}، بتسكين التاء، على أنه من قول الله عز وجل، قرأ بها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي، ورواية حفص والمفضل عن عاصم.
والثانية: {بما وضعتُ}، بضم التاء، على أنها تاء المتكلم، وأن ذلك من تمام قولها، وهي قراءة عاصم في رواية أبي بكر وابن عامر.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده عن الضحاك فلما وضعتها فرأتها أنثى قالت: إني وضعتها أنثى وأنت أعلم بما وضعت، يعني: برفع التاء" (?).
قوله تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَى} [آل عمران: 36]، "أي ليس الذكر الذي طَلَبْته كالأنثى التي وُهبِتها" (?).
قال عكرمة: "يعني: في المحيض، ولا ينبغي لامرأة أن تكون مع الرجال أمها تقول ذلك" (?).
قال الضحاك: " أي لما جعلها له نذيرة، والنذيرة أن تعبد الله لأن الذكر هو أقوى على ذلك من الأنثى" (?).
قال ابن كثير: "أي: في القوة والجَلَد في العبادة وخدمة المسجد الأقصى" (?).
قال الطبري: " قالت [ذلك] اعتذارًا إلى ربها مما كانت نذرتْ في حملها فحررته لخدمة ربها، لأن الذكر أقوى على الخدمة وأقوم بها، وأن الأنثى لا تصلح في بعض الأحوال لدخول القدْس والقيام بخدمة الكنيسة، لما يعتريها من الحيض والنفاس" (?).
قال قتادة: " كانت المرأة لا يستطاع أن يصنع بها ذلك يعني أن تحرر للكنيسة، فتجعل فيها، تقوم عليها وتكنسها فلا تبرحها مما يصيبها من الحيض والأذى، فعند ذلك قالت: {ليس الذكر كالأنثى} " (?).
قال الربيع: "كانت امرأة عمران حرّرت لله ما في بطنها، وكانت على رَجاء أن يهبَ لها غلامًا، لأن المرأة لا تستطيع ذلك يعني القيامَ على الكنيسة لا تَبرحها، وتكنُسها لما يصيبها من الأذى" (?).