قال ابن كثير: " أي: فيما يُسْتَقبل، فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب آخر، ولهذا قالوا: إن المذنب محتاج إلى ثلاثة أشياء: أن يعفو الله عنه فيما بينه وبينه، وأن يستره عن عباده فلا يفضحه به بينهم، وأن يعصمه فلا يوقعه في نظيره" (?).

وقال القرطبي: " ويقال: {وَاعْفُ عَنَّا} من المسخ {وَاغْفِرْ لَنَا} من الخسف {وَارْحَمْنَا} من القذف، لأن الأمم الماضية بعضهم أصابهم المسخ وبعضهم أصابهم الخسف وبعضهم القذف" (?).

وروي "عن سعيد بن جبير في قوله: {وارحمنا} قال: قد رحمتكم" (?). وروي عن ابن عباس وعطاء الخراساني ومقاتل بن حيان والسدي، نحو ذلك (?).

قوله تعالى: {أَنْتَ مَوْلَانَا} [البقرة: 286]، أي: أنت" ناصرنا وحافظنا وولينا" (?).

قال الواحدي: " أي: ناصرنا والذي يلي علينا أمورنا"" (?).

قال الطبري: " أنت وَليُّنا بنصرك، دون من عَاداك وكفر بك" (?).

قال ابن كثير: " أي: أنت ولينا وناصرنا، وعليك توكلنا، وأنت المستعان، وعليك التّكلان، ولا حول ولا قوة لنا إلا بك" (?).

قال القرطبي: " يعني" ولينا وحافظنا" (?).

قال القاسمي: "أي: وليّنا وناصرنا" (?).

قال ابن عثيمين: " متولي أمورنا" (?).

وروي عن " أبي هريرة: فأنزل الله: {وارحمنا أنت مولانا}، قال: نعم" (?).

قال الرازي: " وفي قوله أنت مولانا فائدة أخرى، وذلك أن هذه الكلمة تدل على نهاية الخضوع والتذلل والاعتراف بأنه سبحانه هو المتولي لكل نعمة يصلون إليها، وهو المعطي لكل مكرمة يفوزون بها فلا جرم أظهروا عند الدعاء أنهم في كونهم متكلمين على فضله وإحسانه بمنزلة الطفل الذي لا تتم مصلحته إلا بتدبير قيمه، والعبد الذي لا ينتظم شمل مهماته إلا بإصلاح مولاه، فهو سبحانه قيوم السموات والأرض، والقائم بإصلاح مهمات الكل، وهو المتولي في الحقيقة للكل، على ما قال: نعم المولى ونعم النصير [الأنفال: 40] ونظير هذه الآية الله ولي الذين آمنوا [البقرة: 257] أي ناصرهم، وقوله فإن الله هو مولاه [التحريم: 4] أي ناصره، وقوله ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم [محمد: 11] " (?).

قوله تعالى: {فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286]، " أي اجعل لنا النصر عليهم" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015