بظاهر الآية أن يكون مرادًا بها: كلُّ جاهل بموضع خطأ ما يملّ وصوابه: من بالغي الرجال الذين لا يُولىَّ عليهم والنساء" (?).
وقال ابن عطية: " والسفيه: المهلهل الرأي في المال الذي لا يحسن الأخذ لنفسه ولا الإعطاء منها، مشبه بالثوب السفيه وهو الخفيف النسج، والسفه الخفة، ومنه قول الشاعر وهو ذو الرمة (?):
مشين كما اهتزّت رماح تسفّهت ... أعاليها مرّ الرّياح النّواسم
وهذه الصفة في الشريعة لا تخلو من حجر أب أو وصي، وذلك هو وليه" (?).
قوله تعالى: {أَوْ ضَعِيفاً} [البقرة: 282]، يعني: " أو كان صبياً أو شيخاً هرماً" (?).
قال سعيد بن جبير: "يعني: عاجزا أو أخرسا، أو رجلا به حمق" (?).
قال ابن عطية: " والضعيف هو المدخول في عقله الناقص الفطرة" (?).
قال ابن كثير: " أي: صغيرًا أو مجنونًا" (?).
وقد ذكر أهل التفسير في قوله تعالى: {أَوْ ضَعِيفاً} [البقرة: 282]، وجوها (?):
أحدها: أنه الأحمق، قاله مجاهد (?)، والسدي (?)، والشعبي (?).
والثاني: أنه العاجز عن الإِملاء إما بِعيٍّ أو خُرْسٍ، قاله الطبري (?).
الثالث: أنه الشيخ الكبير (?).
الرابع: أنه الضعيف العقل لعته أو جنون (?).
الخامس: أنه الذي يستحق أن يحجر. قاله الشافعي (?).
قال ابن عطية: " والغائب عن موضع الإشهاد، إما لمرض أو لغير ذلك من العذر، و {وَلِيُّهُ}: وكيله، وأما الأخرس فيسوغ أن يكون من الضعفاء، والأولى أنه ممن لا يستطيع، فهذه أصناف تتميز، ونجد من ينفرد بواحد واحد منها، وقد يجتمع منها اثنان في شخص واحد، وربما اجتمعت كلها في شخص، وهذا الترتيب ينتزع من قول مالك وغيره من العلماء الحذاق، وقال بعض الناس: السفيه الصبي الصغير، وهذا خطأ، وقال قوم الضعيف هو الكبير الأحمق، وهذا قول حسن (?).