قوله تعالى: {وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا} [البقرة: 282]، أي" ولا ينقص من الحق الذي عليه شيئا" (?).
قال ابن كثير: " أي: لا يكتم منه شيئًا" (?).
قال الواحدي: " أمرَ منْ عليه الحق أن يقر بمبلغ المال الذي عليه ولا ينقص شيئا" (?).
قال القاسمي: " أي لا ينقص شَيْئاً مما عليه من الدين" (?).
قال الربيع: " لا يظلم منه شيئًا" (?). وروي نحوه عن الحسن (?)، وقتادة (?).
وقال ابن زيد: " لا ينقص من حقّ هذا الرجل شيئًا إذا أملى" (?)، وروي نحوه عن سعيد بن جبير (?)، ومقاتل (?) والضحاك (?).
قال ابن عطية: " والبخس: النقص بنوع من المخادعة والمدافعة" (?).
قوله تعالى: {فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً} [البقرة: 282]، " أي إِن كان المدين ناقص العقل مبذراً" (?).
روي "عن سعيد بن جبير، في قوله: {فإن كان الذي عليه الحق}، يعني: المطلوب" (?).
وقوله تعالى: {فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً} [البقرة: 282]، فيه أربعة تأويلات (?):
أحدها: أنه الجاهل بالصواب فيما عليه أن يملّه على الكاتب، وهو قول مجاهد (?)، وروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير نحو ذلك (?).
والثاني: أنه الطفل الصغير. قاله السدي (?)، والضحاك (?).
والثالث: أنه المبذر لماله (?)، المُفْسِد في دينه، وهو معنى قول الشافعي.
والرابع: الذي يجهل قدر المال، ولا يمتنع من تبذيره ولا يرغب في تثميره.
قال الطبري: " السفيه في هذا الموضع: الجاهل بالإملاء وموضع صواب ذلك من خطئه "، لما قد بينا قبل من أن معنى " السفه " في كلام العرب: الجهلُ، وقد يدخل في قوله: " فإن كان الذي عليه الحق سفيهًا "، كل جاهل بصواب ما يُملّ من خطئه، من صغير وكبير، وذكر وأنثى. غير أن الذي هو أولى