فهذا على معنى يستقرض، وادان: إذا كثر عليه الدين، وتدين واستدان: إذا أخذ الدين (?)، قال الشاعر (?):

يعيرني بالدين قومي وإنما ... تدينت في أشياء تكسبهم حمدا

قال المفسرون: "كل حق مؤجل فهو داخل تحت قوله: {إذا تداينتم بدين} " (?).

قال ابن الأنباري: "إنما ذكر الدين مع أن {تداينتم} يدل عليه؛ لأن التداين يكون بمعنيين:

أحدهما: التداين بالمال.

والآخر: التداين بمعنى: المجازاة، من قولهم: كما تدين تدان، والدين: الجزاء، فذكر الله تعالى الدين لتلخيص أحد المعنيين" (?).

قوله تعالى: {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [البقرة: 282]، أي: "إلى وقت معلوم وقتموه بينكم" (?).

قال ابن عباس: "إلى أجل معلوم" (?).

قال ابن عطية: " ووصفه الأجل بمسمى دليل على أن المجهلة لا تجوز، فكأن الآية رفضتها، وإذا لم تكن تسمية وحد فليس أجل" (?).

قال الواحدي: " الأجل في اللغة: الوقت المضروب لانقضاء الأمد، وأجل الإنسان هو الوقت لانقضاء عمره، وأجل الدين: محله، لانقضاء التأخير فيه، وأصله من التأخير، يقال: أجل الشيء يأجل أجولا: إذا تأخر، والآجل: نقيض العاجل" (?).

قال الطبري: " وقد يدخل في ذلك القرض والسلم، وكل ما جاز [فيه] السلم مسمى أجل بيعه، يصير دينا على بائع ما أسلم إليه فيه، ويحتمل بيع الحاضر الجائز بيعه من الأملاك بالأثمان المؤجلة. كل ذلك من الديون المؤجلة إلى أجل مسمى، إذا كانت آجالها معلومة بحد موقوف عليه" (?).

وروي عن ابن عباس أن الآية نزلت في السلم خاصة (?).

قوله تعالى: {فَاكْتُبُوهُ] [البقرة: 282]، أي: " فاكتبوا الدين الذي تداينتموه إلى أجل مسمى" (?).

قال أبن عباس: " فأمر بالشهادة عند المداينة، لكيلا يدخل في ذلك جحود ولا نسيان، فمن لم يشهد على ذلك فقد عصى" (?).

قال الصابوني: " وهذا إِرشاد منه تعالى لعباده بكتابة المعاملات المؤجلة ليكون ذلك أحفظ وأوثق لمقدارها وميقاتها" (?).

قال ابن كثير: "أمر منه تعالى بالكتابة للتوثقة والحفظ" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015