واختار هذا القول النحاس، قائلا: "وهذا قول حسن بين، أي وأمره إلى الله في المستقبل إن شاء ثبته على التحريم وإن شاء أباحه" (?).

والرابع: في إمرار تحريم الربا أو غير ذلك. ويكون الضمير عائدا على (الربا).

والخامس: أن يعود الضمير على المنتهي، ولكن بمعنى التأنيس له وبسط أمله في الخير، كما تقول وأمره إلى طاعة وخير وموضع رجاء. وكما تقول وأمره في نمو أو إقبال إلى الله وإلى طاعته (?).

قال الآلوسي: " ومن الناس من جعل الضمير المجرور لـ {ما سَلَفَ} أو لـ {الربا}، وكلاهما خلاف الظاهر " (?).

قال أبو حيان: " الظاهر أن الضمير في: {أمره}، عائد على المنتهي، إذ سياق الكلام معه، وهو بمعنى التأنيس له وبسط أمله في الخير" (?).

قوله تعالى: {{وَمَنْ عَادَ} [البقرة: 275]، " أي ومن عاد إِلى التعامل بالربا واستحله بعد تحريم الله له" (?).

قال سعيد بن جبير: " يعني: في الربا بعد التحريم، فاستحله، لقولهم: إنما البيع مثل الربا" (?).

وأخرج ابن ابي حاتم "عن سفيان في قوله: {ومن عاد}، قال: من لم يتب حتى يموت فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" (?).

قال الآلوسي: " أي: رجع إلى ما سلف ذكره من فعل الربا واعتقاد جوازه والاحتجاج عليه بقياسه على البيع" (?).

قال القاسمي: " أي إلى تحليل الربا بعد النص" (?).

قال ابن كثير: " أي: إلى الربا ففعله بعد بلوغ نهي الله له عنه، فقد استوجب العقوبة، وقامت عليه الحجة" (?).

قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 275]، " فهو من المخلدين في نار جهنم" (?).

قال سعيد بن جبير: " يعني: لا يموتون" (?).

وقد أتى باسم الإشارة الدال على البعد في قوله {فَأُولَئِكَ}؛ وذلك لسفوله، أي هوى بعيداً؛ و {أَصْحَابُ النَّارِ}، أي: أهلها الملازمون لها؛ وأكد ذلك بقوله تعالى: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (?).

قال القاسمي: " ومن أحل ما حرم الله عزّ وجلّ فهو كافر، فلذا استحق الخلود، وبهذا تبين أن لا تعلق للمعتزلة بهذه الآية في تخليد الفساق. حيث بنوا على أن المتوعد عليه بالخلود العود إلى فعل الربا خاصة. ولا يخفى أنه لا يساعدهم على ذلك الظاهر الذي استدلوا به. فإن الذي وقع العود إليه محمول على ما تقدم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015