قال أحمد بن فارس في معجم مقاييس اللغة: (حمد) الحاء والميم والدال كلمة واحدة وأصل واحد يدلّ على خلاف الذم، يقال حمدت فلاناً أحمده، ورجل محمود ومحمد، إذا كثرت خصاله المحمودة غير المذمومة (?).

ويُعرّف (الحمد) في الاصطلاح بأنه: الثناء بالفضيلة (?)، فيُقال: حمدتُ الرّجل، أي بمعنى: أثنيتُ عليه بفعلٍ جميلٍ قام به اختياره (?)، وقيل إنّ الحمد هو: ثناء على المحمود لكمال ذاته وصفاته، والحمد المطلق لا يكون إلاّ لله (?).

و(الحَمْدُ لِله)، فيه إخبارٌ من الله – تعالى - لعباده بأسمائه الحُسنى وصفاته العلا، وإرشادٌ لهم بأن يُثنوا عليه بها ثناءً يليق بجلاله – جلّ في علاه – كما أثنى - سبحانه - على نفسه، فهو حميد يحب الحمد، ويحبّ من يحمده، ويثني عليه، عن الأسوَد بن سريع - رضي الله عنه - قال: "كنت شاعِرًا، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله! إني مدحت ربي بمحامِد"، قال: "أما إن ربك يحب الحمد" (?).

وقيل يُعرّف الحمد بأنه: الوصف بالجميل الاختياري على المنعم بسبب كونه منعماً على الحامد أو غيره (?)، مثاله القول: بأنّ فلان كريم أو شجاع، (على المنعم): الذي أعطى النعمة، وهو الله عزّ وجلّ. يعّرف الحمد عند الأصوليين وغيرهم بأنه: ليس قول القائل: الحمد لله، إنما هو فعلٌ يُشعر بتعظيم المنعم، بسبب كونه منعماً، وذلك الفعل إما فعل اعتقاد بصفات الجلال والكمال، أو فعل لسان ذَكَر ما يذكره القلب، أو فعل جوارح بالإتيان بأفعال دالة عليه (?).

و(الشكر) لغةً: الاعتراف بالإحسان، ونشره، وحمد موليه، وهو الشكور أيضاً (?) وقيل: الشين والكاف والراء أصول أربعة متباينة بعيدة القياس. فالأول: الشكر: الثناء على الإنسان بمعروف يوليكه. ويقال: إن حقيقة الشكر الرضا باليسير، والأصل الثاني: الامتلاء والغزر في الشيء، الأصل الثالث: الشكير من النبات، وهو الذي ينبت من ساق الشجرة، الأصل الرابع: الشكر، وهو النكاح (?)

والشكر يكون على ثلاث منازل (?):

الأول: شكر القلب.

قال الواحدي: " وهو الاعتقاد بأن الله ولي النعم، قال الله: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53] " (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015