وروي عن ابن عباس أيضا، قال: " الله: ذو الألوهية والمَعْبودية على خلقه أجمعين" (?).
وعن ابن عباس كذلك: " {وَيَذَرَكَ وَإلاهَتَك}، قال: إنما كان فرعونُ يُعبَد ولا يَعبُد" (?).
قال الطبري: "وكذلك كان عبدُ الله يقرؤها ومجاهد" (?).
وقد سَمَّت العرب الشمس لما عبدت (إِلاهَةَ)، و (الإلاهة) قال عتيبة بن الحارث اليربوعي (?):
تَرَوَّحْنَا مِنَ اللعْبَاءِ أَرْضًا ... وأَعْجَلْنَا الإلاهَةَ أَنْ تَؤُوبَا
وإنما سموها (الإلاهَة)، على نحو تعظيمهم لها وعبادتهم إياها كفرا، وعلى ذلك نهاهم الله وأمرهم بالتوجه في العبادة إليه في قوله جل وعلا: {لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ} [فصلت: 37] [فصلت: 37] الآية، وكذلك أيضًا كانوا يدعون معبوداتهم من الأصنام والأوثان (آلهة)، وهي جمع (إلاه) كإزار وآزرة، وإناء وآنية، قال الله تعالى: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} [الأعراف: 127]، وهي أصنام كان يعبدها قوم فرعون معه، وعلى هذا قال قائلهم (?):
كَحَلْفَةٍ مِنْ أَبِي رِيَاحٍ ... يَسْمَعُهَا لاهُهُ الكُبارُ
يريد: الصنم، وهذا البيت حجة لمن يقول يأن أصل (الله) من (لاه).
ثم اختلفوا، هل اشتق اسم (الإله) من فعل العبادة، أو من استحقاقها، على قولين (?):
أحدهما: أنه مشتق من فعل العبادة، فعلى هذا، لا يكون ذلك صفة لازمة قديمة لذاته، لحدوث عبادته بعد خلق خلقه، ومن قال بهذا، منع من أن يكون الله تعالى إلهاً لم يزل، لأنه قد كان قبل خلقه غير معبود.
والقول الثاني: أنه مشتق من استحقاق العبادة، فعلى هذا يكون ذلك صفة لازمة لذاته، لأنه لم يزل مستحقّاً للعبادة، فلم يزل إلهاً (?).