كذا، أو سمع الله لمن حمده، ونحو ذلك. فهذا المراد به المسمى نفسه، وإذا قلت: الله اسم عربي، والرحمن اسم عربي، والرحيم من أسماء الله تعالى ونحو ذلك، فالاسم ها هنا هو المراد لا المسمى، ولا يقال غيره، لما في لفظ الغير من الإجمال .. " (?).
وقد ذكر ابن عطية في "تفسيره" أن مالكا رحمه الله سئل عن الاسم أهو المسمى؟ فقال: "ليس به ولا غيره، قال ابن عطية: يريد دائما في كل موضع" (?).
و(الاسم): "كلمة تدل على المسمى دلالة إشارةٍ، والصفة كلمة تدل على الموصُوف دلالة إفادة، فإن جعلت الصفة اسماً، دلَّت على الأمرين: على الإشارة والإفادة" (?).
قال الماوردي: " وزعم قوم أن الاسم ذاتُ المسمى، واللفظ هو التسمية دون الاسم، وهذا فاسد، لأنه لو كان أسماءُ الذواتِ هي الذواتُ، لكان أسماءُ الأفعال هي الأفعال، وهذا ممتنع في الأفعال فامتنع في الذوات" (?).
واختلفوا في اشتقاق (الاسم) على وجهين (?):
أحدهما: أنه مشتق من السمة، وهي العلامة، لما في الاسم من تمييز المسمى، وهذا قول الفرَّاء (?).
والثاني: أنه مشتق من (السمو)، وهي الرفعة لأن الاسم يسمو بالمسمى فيرفعه من غيره، وهذا قول الخليل والزجَّاج (?).
وأنشد قول عمرو بن معدي كرب (?):
إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ أَمْراً فَدَعْهُ ... وَجَاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِيعُ
وَصِلْهُ بِالدُّعَاءِ فَكُلُّ أَمْرٍ ... سَمَا لَكَ أَوْ سَمَوْتَ لَهُ وُلُوعُ
ثم ذكروا في سبب اشتقاق (الاسم) من (السمو)، قولين (?):
أحدهما: أنه مشتق من السمو، لأنه يعلو المسمى، فالاسم: ما علا وظهر، فصار علما للدلالة على ما تحته من المعنى. قاله الزجاج (?).
والثاني: وقال بعضهم: العلة في اشتقاقه من السمو أن الكلام ثلاثة: اسم وفعل وحرف، فالاسم يصح أن يكون خبرا ويخبر عنه، والفعل يكون خبرا ولا يخبر عنه، والحرف لا يكون خبرا ولا