روي عن مجاهد: في قوله تعالى " {ولا تنسوا الفضل بينكم}، قال: "إتمام الزوج الصداق، أو ترك المرأة الشطر" (?).
وعن الربيع في قوله: " {ولا تنسوا الفضل بينكم}، قال: يقول ليتعاطفا" (?).
وعن قتادة: " {ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير}، يرغبكم الله في المعروف، ويحثكم على الفضل" (?).
وعن الضحاك في قوله: " {ولا تنسوا الفضل بينكم}، قال: المرأة يطلقها زوجها وقد فرض لها ولم يدخل بها، فلها نصف الصداق. فأمر الله أن يترك لها نصيبها، وإن شاء أن يتم المهر كاملا. وهو الذي ذكر الله: " ولا تنسوا الفضل بينكم " (?).
وعن السدى: " {ولا تنسوا الفضل بينكم}، حض كل واحد على الصلة - يعني الزوج والمرأة، على الصلة" (?).
وعن أبي وائل في قوله: {ولا تنسوا الفضل بينكم}، قال: "هو الرجل يتزوج فيعينه أو المكاتب فيعينه وأشباه هذا من العطية" (?).
وفي قوله تعالى: {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ} [البقرة: 237]، قراءتان (?):
إحداهما: {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ} بضم (الواو). قراءة الجمهور:
والثانية: {وَلا تَنْسَوِا الْفَضْلَ}، بكسر (الواو). قرأ بها يحيى بن يعمر.
والثالث: {ولا تناسوا الْفَضْلَ}. قرأ بها علي ومجاهد وأبو حيوة وابن أبي عبلة.
قال القرطبي: " وهي قراءة متمكنة المعنى؛ لأنه موضع تناس لا نسيان إلا على التشبيه. قال مجاهد: الفضل إتمام الرجل الصداق كله، أو ترك المرأة النصف الذي لها" (?).
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 237]، " أي إن الله بكل ما تعملون من خير وشر عليم" (?).
قال البيضاوي: أي: " لا يضيع تفضلكم وإحسانكم" (?).
قال القرطبي: "خبر في ضمنه الوعد للمحسن والحرمان لغير المحسن، أي لا يخفى عليه عفوكم واستقضاؤكم" (?).
قال المراغي: " ختم سبحانه الآية بالتذكير باطلاعه تعالى وإحاطة بصره بما يعامل به الأزواج بعضهم بعضا، ترغيبا في المحاسنة والفضل، وترهيبا لأهل المخاشنة والجهل، لتكون مقرونة بالموعظة التي تغذّى الإيمان وتبعث على الامتثال" (?).
الفوائد: