قال ابن كثير: " أي: يأمركم وينهاكم ويتوعدكم على ارتكاب المحارم" (?).
قال الصابوني: " أي يرشدكم ويذكّركم وهدي رسوله إِلى سعادتكم في الدارين" (?).
قال القرطبي: " أي يخوفكم" (?).
قال القاسمي: " أي: يأمركم وينهاكم ويتوعدكم على المخالفة" (?).
قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ} [البقرة: 231]، "أي: خافوا الله وراقبوه في أعمالكم" (?).
قال ابن كثير: " أي: فيما تأتون وفيما تذرون" (?).
قال النسفي: " فيما امتحنكم به" (?).
قال ابن عثيمين: " ما أكثر ما يأمر الله عزّ وجلّ بالتقوى؛ لأن بالتقوى صلاح القلوب، والأعمال؛ و (التقوى) فعل أوامر الله، واجتناب نواهيه تقرباً إليه، وخوفاً منه" (?).
قوله تعالى: {واعلموا أَنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 231]، أي: " واعلموا أنه تعالى لا تخفى عليه خافية من أحوالكم" (?).
قال ابن كثير: أي ": فلا يخفى عليه شيء من أموركم السرية والجهرية، وسيجازيكم على ذلك" (?).
قال ابن عثيمين: " أمر بالعلم بأن الله بكل شيء عليم؛ فلا يخفى عليه شيء، كما قال تعالى: {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء} [آل عمران: 5] " (?).
الفوائد:
1 - من فوائد الآية: أن لكل طلاق أجلاً؛ لقوله تعالى: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن}؛ الأجل هنا مجمل؛ ولكنه مبين في قوله تعالى: {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} [البقرة: 228]؛ وغيرها من الآيات الدالة على العدة.
ويتفرع على هذه الفائدة: أن القرآن يأتي مجملاً أحياناً، ومفصلاً أحياناً؛ ويدل لذلك قوله تعالى: {الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت} [هود: 1]؛ وفائدة الإتيان بالإجمال، ثم التفصيل: أنه إذا ورد النص مجملاً فإن النفس تتطلع إلى معرفة ذلك المجمل، وبيان ذلك المبهم؛ فيكون في ذلك شدة الاشتياق إلى العلم.
2 - ومن فوائد الآية: جواز المراجعة بعد تمام العدة قبل أن تغتسل؛ لقوله تعالى: {فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن}؛ وجه الدلالة أن قوله تعالى: {فأمسكوهن} جواب للشرط في قوله تعالى: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن}؛ وهذا يقتضي أن يكون الإمساك، أو التسريح، بعد بلوغ الأجل ضرورة أن المشروط يقع بعد الشرط؛ وهذه المسألة اختلف فيها أهل العلم؛ فذهب الإمام أحمد - رحمه الله - إلى أن للزوج أن يراجع زوجته بعد طهرها من الحيضة الثالثة حتى تغتسل؛ فلو طهرت في الصباح بعد الفجر، ثم لم تغتسل إلا لصلاة الظهر، وراجعها زوجها فيما بين طهارتها، واغتسالها صحت المراجعة؛