قال القرطبي: " العزيمة: تتميم العقد على الشيء ... العزيمة والعزم ما عقدت عليه نفسك من أمر أنك فاعله" (?).

قال الراغب: "دواعي الإنسان إلى الفعل على مراتب أولها السابح، ثم الخاطر، تم التخيل والتفكر فيه، ثم الإرادة، ثم الهمة، ثم العزم، فالهمة إجماع من النفس على الأمر وإزماع عليه، والعزم هو العقد على إمضائه، ولهذا قال- عز وجل- {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}، ويقال: (مالفلان عزمه) أي عقد على إمضائه ... ويقال: المعود عزائم تصوراً أنك قد عقدت على الشيطان أو الداء أن يمضي إراداتك فيما سميته ... والطلاق: تخلية عن وثاق أو داء أو انقباض وإمساك، ومنه: " طلقت المرأة عند الولادة وبالتخليه عن الوثاق شبه الطلق في العدو، ورجل طلق الوجه وطلق اليدين " (?).

وقرأ ابن عباس {وإن عزموا السّراح} (?). قال الثعلبي: " وهو الطلاق أيضا" (?).

وقد اختلف أهل التفسير في قوله تعالى: {وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ} [البقرة: 227] على أربعة أقوال (?):

أحدها: أن عزيمة الذي لا يفيء حتى تمضي أربعة أشهر فتطلق بذلك. واختلف من قال بهذا في الطلاق الذي يلحقها على قولين:

أحدهما: طلقة بائنة، وهو قول عثمان (?)، وعليّ (?)، وابن زيد، وزيد بن ثابت (?)، وابن مسعود (?)، وابن عمر (?)، وابن عباس (?)، والحسن (?)، وقتادة (?)، والربيع (?)، والسدي (?)، والضحاك (?)، ومحمد (?)، وإبراهيم (?)، وعطاء (?)، وعوف (?)، وقبيصة بن ذؤيب قبيصة بن ذؤيب (?)، وشريح (?)، وسالم بن عبدالله (?)، وأبي سلمة بن عبدالرحمن (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015