أحدُهما: أنَّها ستُّ آياتٍ، حُكي عن حسين الجُعْفِيِّ (?).
والثاني: أنَّها ثمانُ آياتٍ، وأنَّ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} آيةٌ. قاله عمرو بن عبيد (?).
قال ابن رجب: " نُقل عن عمرو بن عبيد أنَّها ثمانُ آياتٍ، ولا يعبأُ به" (?).
قال أبو حيان: " وشذ عمرو بن عبيد، فجعل آية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، فهي على عده ثمان آيات" (?).
قال ابن عطية: " وقول الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي} [الحجر: 87] هو الفصل في ذلك" (?).
وأمَّا كلماتُها: فهي خمسٌ وعشرون كلمةً (?).
وأمَّا حروفُها: فمائةٌ وثلاثة عشر حرفًا (?).
وإن هذه السُّورة العظيمة لها فضائلٌ وخصائصٌ عديدةٌ، قال ابن رجب: "ولم يثبت في فضائلِ شيءٍ من السُّور أكثر مما ثبت في فضلِها، وفضلِ سورة (الإخلاص) " (?).
ثم سرد مجموعة من فضائلِها (?).
(أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)
شرع الله تعالى لكل قارئ للقرآن العظيم، أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، قال سبحانه: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98]؛ ذلك لأن القرآن الكريم هداية للناس وشفاء لما في الصدور، والشيطان سبب الشرور والضلالات، فأمر الله سبحانه كل قارئ للقرآن أن يتحصن به سبحانه من الشيطان الرجيم، ووساوسه، وحزبه.
وأجمع العلماء على أن الاستعاذة ليست من القرآن الكريم، ولهذا لم تكتب في المصاحف (?).
قوله: (أَعُوذُ بِاللهِ)، أي: " أستجيرُ بالله - دون غيره من سائر خلقه" (?).
قال ابن كثير: " أي: أستجير بجناب الله" (?).
قوله: (مِنَ الشَّيْطَانِ)، أي: "من الشيطان أن يضرَّني في ديني، أو يصدَّني عن حق يلزَمُني لرَبي" (?).
قال ابن كثير: أي: "من الشيطان أن يضرني في ديني أو دنياي، أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه؛ فإن الشيطان لا يكفُّه عن الإنسان إلا الله؛ ولهذا