في وجه تسميتها: " لاشتمالها عليه في قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} [الفاتحة: 6]، وأخرج أبو عبيد عن مكحول: "أم القرآن قراءة ومسألة ودعاء" (?).
قلت: لا شك بأن الدعاء من المعاني التي اشتملت عليها سورة الفاتحة، أما كون الدعاء اسما لها، فلم يثبت ذلك عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بل مجرد اجتهاد واستنباط من السادة العلماء-رحمهم الله تعالى-.
ذكرها كل من السيوطي (?)، والألوسي (?)، وعلل هذا الأخير سبب تسميتها بذلك، لظهورها بكثرة استعمالها أو لتنويرها القلوب لجلالة قدرها، أو لأنها لما اشتملت عليه من المعاني عبارة عن النور بمعنى القرآن.
وهذا اجتهاد، إلم لم أحد سندا صحيحا في تسميتها بالنور، إنما هو وصف للسورة كما في حديث ابن عباس: "قال فيه جبريل: أبشر بنورين أوتيتها لم يؤتها نبي قبلك: فتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة .. " (?).
أوردت هذه التسمية، كل من: البيضاوي (?)، وأبي مسعود (?)، والألوسي (?)، كما ذكرها السيوطي في الإتقان (?)، ونسب إلى المرسي قوله في وجه التسمية: "لأن فيها آداب السؤال، لأنها بدئت بالثناء قبله" (?).
وقد أخرج أبو عبيد عن مكحول قوله: "أم القرآن قراءة ومسألة ودعاء" (?).
قلت: وهذه التسمية أيضا من باب الإجتهاد، لأن تعليم المسألة هو من المعاني التي تضمنتها السورة، ولم يرد حديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ذلك.
سماها بذلك كل من: الرازي (?)، والسيوطي (?)، والألوسي (?)، ووجه التسمية بلك لكونها اشتملت على الدعاء الذي هو السؤال لله تعالى.
قال الرازي: " روي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حكي عن رب العزة-سبحانه وتعالى- أنه قال: "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" (?)، وقد فعل