قال ابن كثير: " هذه رُخْصة من الله تعالى للمسلمين، ورَفْع لما كان عليه الأمر في ابتداء الإسلام، فإنه كان إذا أفطر أحدهم إنما يحل له الأكل والشرب والجماع إلى صلاة العشاء أو ينام قبل ذلك، فمتى نام أو صلى العشاء حرم عليه الطعام والشراب والجماع إلى الليلة القابلة. فوجدوا من ذلك مَشَقة كبيرة" (?).
قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ} [البقرة: 187]، " أي أبيحٍ لكم أيها الصائمون غشيان النساء في ليالي الصوم" (?).
قال الطبراني: أي: "أُبيْحَ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ، والرفثُ كنايةٌ عن الجِماع" (?).
قال الزجاج: " أي أحل لكم ليلة الصيام الجماع، لأنه كان في أول فرض الصيام الجماع محرما في ليلة الصيام، والأكل والشرب بعد العشاء الآخرة والنوم، فأحل الله الجماع والأكل والشراب إلى وقت طلوع الفجر" (?).
قال الطبري: " يعني: أحل الله لكم، أي: "أطلق لكم وأبيح" (?).
قال القرطبي: " لفظ {أُحِلَّ}، يقتضي أنه كان محرما قبل ذلك ثم نسخ" (?).
قال ابن عباس: " {الرفث}، الجماعُ، ولكن الله كريم يَكني" (?)، وروي عن مجاهد (?)، وقتادة (?)، وسالم بن عبدالله (?)، والسدي (?)، مثل ذلك.
قال الزجاج: {الرفث}: كلمة جامعة لكل ما يريد الرجل من امرأته، والمعنى ههنا كناية عن الجماع" (?).
قال ابن عرفة: "الرفث ههنا الجماع (?).
وقد أجمع المفسرون على أنَّ المراد بـ (الرَّفَثُ) هو كناية عن الجماع، وأصله فاحش القول (?)، وقد علّل بعضهم إيثار هذه اللقطة الدالة على معنى القبح في هذا الموضع، وهو استهجان ما وجد منهم قبل الإباحة كما