أحدها: قرأ الجمهور: {يُطِيقُونَهُ} من (أطاق) (?)، بكسر (الطاء) وسكون (الياء)، وأصله (يطوقونه) نقلت الكسرة إلى (الطاء) وانقلبت (الواو) (ياء) لانكسار ما قبلها.
والثاني: قراءة ابن عباس وعائشة وابن المسيب وطاووس وابن جبير ومجاهد بخلاف عنه وعكرمة وأيوب السختياني وعطاء وأبوبكر الصديق: {يُطَوَّقونه} (?) على معنى (يطيقونه) (?)، أي: (يكلفونه) (?)، مبنيا للمفعول من (طُوِّق)، أي يُجعل كالطوق في أعناقهم (?).
قال الحافظ ابن حجر: "وقع عند النسائي من طريق ابن أبي نجيح (?) عن عمرو بن دينار (?): {يطوقونه}: يكلفونه (?) وهو تفسير حسن، أي: يكلفون إطاقته إطاقته" (?).
والثالث: وقرأ مجاهد وابن عباس وعكرمة وعائشة وطاووس وعمرو بن دينار: {يَطَّوَّقُونَه} (?) على معنى (يتطوقونه). من (اطّوّق) وأصله: تطوّق على وزن تفعّل، ثم ادغموا التاء في الطاء، واجتلبوا همزة الوصل.
والرابع: وقرأ مجاهد {يَطِيقُونَه} (?) على (يكيلونه)، ورد القرطبي هذه القراءة، فقال: "وهي باطلة ومحال، لأن الفعل مأخوذ من الطوق، فالواو لازمة واجبة فيه ولا مدخل للـ (ياء) في هذا المثال. قال أبو بكر الأنباري: وأنشدنا أحمد بن يحيى النحوي لأبي ذؤيب (?):
فقيل تحمل فوق طوقك إنها ... مطبعة من يأتها لا يضيرها
فأظهر (الواو) في الطوق، وصح بذلك أن واضع (الياء) مكانها يفارق الصواب" (?).
والخامس: وقرأت فرقة منهم ابن عباس وعكرمة ومجاهد وحكاها النقاش وأبو عمرو: {يطّيّقونه} (?) بتشديد الطاء والياء مفتوحتين، بمعنى يطيقونه، يقال: طاق وأطاق وأطيق. قال ابن عطية: "وتشديد الياء في هذه اللفظة ضعيف" (?).