وقول الآخر (?):
إلى الملك القَرْمِ وابنِ الهمام ... وليثَ الكتيبةِ في المُزْدَحمْ
فنصب (ليثَ الكتيبة) على المدح، والاسم قبله مخفوض.
قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا} [البقرة: 177]؛ "أي: أهل هذه الأوصاف هم الذين صدقوا في إيمانهم" (?).
قال ابن كثير: " أي: هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الصفات هم الذين صَدَقوا في إيمانهم، لأنهم حققوا الإيمان القلبي بالأقوال والأفعال، فهؤلاء هم الذين صدقوا" (?).
قال المراغي: " أي وأولئك هم الذين جعلوا بينهم وبين سخط الله وقاية، بالبعد عن المعاصي التي توجب خذلان الله في الدنيا، وعذابه في الآخرة" (?).
قال ابن عثيمين: " أي صدقوا الله، وصدقوا عباده بوفائهم بالعهد، وإيتاء الزكاة، وغير ذلك؛ والصدق هو مطابقة الشيء للواقع؛ فالمخبر بشيء إذا كان خبره موافقاً للواقع صار صادقاً؛ والعامل الذي يعمل بالطاعة إذا كانت صادرة عن إخلاص، واتباع صار عمله صادقاً؛ لأنه ينبئ عما في قلبه إنباءً صادقاً، وهذه شهادة من الله عز وجل؛ وهي أعلى شهادة؛ لأنها شهادة من أعظم شاهد سبحانه وتعالى؛ والمشار إليهم كل من اتصف بهذه الصفات؛ والإشارة بالبعيد لما هو قريب لأجل علو مرتبتهم" (?).
أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية: " {أولئك الذين صدقوا}، يقول: تكلموا بكلام الإيمان وحققوا بالعمل. قال الربيع: فكان الحسن يقول: الإيمان كلام، فحقيقته العمل فإن لم يحقق القول بالعمل لم ينفعه القول" (?). وروي عن الربيع بن أنس نحو ذلك (?).
وروي عن مقاتل بن حيان: {أولئك الذين صدقوا}: إيمانهم وصبروا على طاعة ربهم" (?). قال ابن أبي حاتم: " وفي رواية محمد بن مزاحم زيادة، يعني: النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه" (?).
قوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177]، أي: " وأولئك هم الكاملون في التقوى" (?).
قال سعيد بن جبير: " يعني: الذين فعلوا ما ذكر الله في هذه الآية، هم الذين صدقوا يعني المتقون" (?).
قال ابن كثير: " لأنهم اتقوا المحارم وفعلوا الطاعات" (?).
قال ابن عثيمين: " أي: هم القائمون بالتقوى، فهؤلاء الموصوفون قد جمعوا بين البر والتقوى؛ البر: بالصدق؛ والتقوى: بهذا الوصف: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}؛ وإنما قلنا: إن الصدق بر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر؛ وإن البر يهدي إلى الجنة" (?)؛ فجمعوا بين البر والتقوى؛