وَرَدْتُ اعْتِسَافًا وَالثُّرَيَّا كَأَنَّهَا ... عَلَى قِمَّةِ الرَّأْسِ ابْنُ مَاءٍ مُحَلِّقُ
قال العلامة ابن عثيمين: "والمسافر يكون في حاجة غالباً، فيحتاج إلى من يعطيه المال؛ ولهذا جعل الله له حظاً من الزكاة؛ فابن السبيل هو المسافر؛ وزاد العلماء قيداً؛ قالوا: المسافر المنقطع به السفر - أي انقطع به السفر؛ فليس معه ما يوصله إلى بلده؛ لأنه إذا كان معه ما يوصله إلى بلده فليس بحاجة؛ فهو والمقيم على حدٍّ سواء؛ فلا تتحقق حاجته إلا إذا انقطع به السفر" (?).
واختلف أهل العلم في صفة (ابن السبيل)، وفيه ثلاثة أقوال (?):
أحدهما: أنه الضيفُ. قاله ابن عباس (?)، سعيد بن جبير (?)، وقتادة (?).
الثاني: أنه المسافر يمر عليك. قاله أبو جعفر (?)، ومجاهد (?)، وقتادة في أحد قوليه (?)، والحسن (?)، والضحاك (?)، والزهري (?)، والربيع بن أنس (?)، ومقاتل بن حيان (?).
الثالث: أنه الذي يريد سفراً ولا يجد نفقة. حكاه ابن الجوزي وأبو حيان عن الماوردي والشافعي (?).
قوله تعالى: {وَالسَّائِلِينَ} [البقرة: 177]، " أي: الذين يسألون المعونة بدافع الحاجة (?).
قال الطبري: " يعني به: المستطعمين الطالبين" (?).
قال قيس بن كركم: "سألت ابن عباس عن (السائل)، قال: الذي يسأل" (?).
قال ابن كثير: {والسائلين}: "وهم: الذين يتعرضون للطلب فيعطون من الزكوات والصدقات، كما قال روي: "للسائل حق وإن جاء على فرس" (?) " (?).