الثاني: يقال: ساءه يسوءه سوءا ومساءة، والسوء الاسم، بمنزلة الضر وهو كل ما يسوء صاحبه في العاقبة (?).

قال الطبري: " وسمي (السوء) سوءا، لأنه يسوء صاحبه بسوء عواقبه، وهو مصدر: ساءه يسوءه سوءا ومساءة، إذا أحزنه، وسؤته فسيء، إذا أحزنته فحزن، قال الله تعالى: {سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الملك: 27]، وقال الشاعر (?):

إن يك هذا الدهر قد ساءني ... فطالما قد سرني الدهر

الأمر عندي فيهما واحد ... لذاك شكر ولذاك صبر (?)

و(الفحشاء) أصله: قبح المنظر، كما قال امرؤ القيس (?):

وجِيدٍ كجِيدِ الرّئْمِ ليْسَ بفاحشٍ ... إِذا هيَ نَصَّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ

ثم استعملت اللفظة فيما يقبح من المعاني. والشرع هو الذي يحسن ويقبح، فكل ما نهت عنه الشريعة فهو من الفحشاء (?).

قال الواحدي: "و (الفحشاء): اسم الفاحشة، وكل شيء تجاوز قدره فهو فاحش، وكل أمر لا يكون موافقا للحق فهو فاحشة وفحشاء. ويقال: فحش الرجل يفحش صار فاحشا، وأفحش [قال] قولا فاحشا" (?).

قال صاحب الكشاف: " فإن قلت: كيف كان الشيطان آمرا مع قوله: {لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ}؟

قلت: شبه تزيينه وبعثه على الشر بأمر الآمر، كما تقول: أمرتنى نفسي بكذا، وتحته رمز إلى أنكم منه بمنزلة المأمورين لطاعتكم له وقبولكم وساوسه ولذلك قال: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} وقال اللَّه تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} لما كان الإنسان يطيعها فيعطيها ما اشتهت" (?).

قوله تعالى: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ} [القرة: 169]، أي: "إن الشيطان يأمركم أن تنسبوا إلى الله القول من غير علم" (?).

قال الثعلبي: أي" من تحريم الحرث والأنعام" (?).

قال الطبري: وهو "ما كانوا يحرِّمون من البحائر والسوائب والوَصائل والحوامي، ويزعمون أن الله حرَّم ذلك" (?).

وقال صاحب الكشاف: " وهو قولكم: هذا حلال وهذا حرام، بغير علم. ويدخل فيه كل ما يضاف إلى اللَّه تعالى مما لا يجوز عليه" (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015