و {السُّوءِ}: "كل ما يسوء من المعاصي الصغيرة؛ أي السيئات؛ و {الْفَحْشَاءِ} أي المعاصي الكبيرة، كالزنا؛ فهو يأمر بهذا، وبهذا؛ مع أن المعاصي الصغار تقع مكفّرة بالأعمال الصالحة إذا اجتنبت الكبائر؛ لكنه يأمر بها؛ لأنه إذا فعلها الإنسان مرة بعد أخرى فإنه يفسق، ويقسو قلبه؛ ثم لا ندري أتقوى هذه الأعمال الصالحة على تكفير السيئات، أم يكون فيها خلل، ونقص يمنع من تكفيرها السيئات" (?).

وقال أبو السعود: " (السوء): يطلق على جميع المعاصي سواء كانت من أعمال الجوارح أو أفعال القلوب لاشتراك كلها في أنها تسوء صاحبها والفحشاء أقبح أنواعها وأعظمها مساءة" (?).

وقال القاسمي: " و {بِالسُّوءِ} يشكل جميع المعاصي، سواء كانت من أعمال الجوارح أو أفعال القلوب. {والْفَحْشاءِ}، ما تجاوز الحدّ في القبح من العظائم" (?).

وقال الراغب: " السوء والفحشاء كل قبيح من نحو الزنا، والسرقة، والسكر، والقتل، والخيانة، والكذب والحسد والجهل [وكل ما يقال له سوء] يقال له فحشُ، لكن بنظرين مختلفين، فإنه سمي سوءاً لاغتمام العاقل به، والفحشاء بأن يستفحشه، ونبه تعالى بأن الشيطان داع إلى إتيان الشر والسوء والفحش والتقول على الله عز وجل" (?).

وفي تفسير {بالسوء} [البقرة: 169]، قولان:

أحدهما: المعصية. قاله السدي (?).

الثاني: أن السوء من الذنوب ما لا حد فيه. قاله ابن عباس (?).

وفي تفسير {الفحشاء} [البقرة: 169]، هاهنا أقوال أقاويل (?):

أحدها: الزنى. قاله السدي (?).

والثاني: المعاصي. قاله الثعلبي (?).

والثالث: كل ما فيه الحد، سمي بذلك لفحش فعله وقبح مسموعه. قاله ابن عباس (?).

الرابع: البخل. قاله عطاء (?).

الخامس. منع الزكاة. قاله مقاتل (?).

السادس: ما تفاحش ذكره (?).

السابع: ما قبح قولاً أو فعلاً (?).

الثامن: ما لا يعرف في شريعتة ولا سنة. قاله طاوس (?).

وفي أصل {السوء} [البقرة: 169]، قولان:

أحدهما: يقال: ساء الشيء يسوء فهو سيئ، إذا قبح، والسوء: الاسم الجامع للآفات والداء. قاله الليث (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015