في سبب نزول الآية: قال ابن حجر: "قال مقاتل: نزلت في مشركي العرب" (?).
قوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا} [البقرة: 165]، أي: ومن الناس من يتخذ من غير الله رؤساء وأَصناماً" (?).
قال البغوي: أي: "أصناما يعبدونها" (?).
قال ابن كثير: " أمثالا ونظراء يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه، وهو الله لا إله إلا هو، ولا ضد له ولا ندَّ له، ولا شريك معه" (?).
قال المراغي: " أي ومن الناس من يتخذ من دون ذلك الإله الواحد الذي ذكرت أوصافه الجليلة أندادا وأمثالا وهم رؤساؤهم الذين يتبعونهم فيما يأتون وما يذرون" (?).
وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندًا وهو خلَقَك" (?).
وقوله {أَنْدَادًا} جمع ندّ؛ وهو الشبيه النظير؛ لأنه من: نادّه ينادّه إذا كان نظيراً له مكافئاً له (?).
واختلف أهل التأويل في (الأنداد) التي كان القوم اتخذوها، على أقوال (?):
أحدها: أنها: آلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله. وهذا قول قتادة (?)، ومجاهد (?)، والربيع (?)، وابن زيد (?)، أبو العالية (?).
فكانوا يعبدونهم "لتقربهم إلى الله زلفى، ورجوا من عندها النفع والضر، وقصدوها بالمسائل، ونذروا لها النذور، وقربوا لها القرابين، وهو قول أكثر المفسرين، وعلى هذا الأصنام أنداد بعضها لبعض، أي أمثال ليس إنها أندادا لله، أو المعنى: إنها أنداد لله تعالى بحسب ظنونهم الفاسدة" (?).
الثاني: أنهم: سادتهم الذين كانوا يطيعونهم في معصية الله تعالى. قاله السدي (?)، وابن عباس (?).
فيحلون لمكان طاعتهم ما حرم الله، ويحرمون ما أحل الله (?).
والقائلون بهذا القول رجحوا هذا القول على الأول من وجوه (?):
الأول: أن قوله: {يحبونهم كحب الله} الهاء والميم فيه ضمير العقلاء.
الثاني: أنه يبعد أنهم كانوا يحبون الأصنام كمحبتهم الله تعالى مع علمهم بأنها لا تضر ولا تنفع.