لها كفل كصفا المسيل ... أبرز عنها جحاف مضر
وقالوا إن (الصفا) واحد، وأنه يثنى (صَفَوان)، ويجمع (أصفاء) و (صُفِيًّا)، (وصِفِيًّا)، واستشهدوا على ذلك بقول الراجز (?):
كأنَّ مَتْنَيْهِ مِنَ النَّفِيِّ ... مَوَاقِعُ الطَّيْرِ عَلَى الصُّفِيِّ
وقالوا: هو نظير: عَصَا وعُصِيّ وعِصِيّ، وأَعْصاء، ورَحَا ورُحِيّ وَرِحِيّ وأرْحاء (?).
وأما (المروة)، فإنها الحصاةُ الصغيرة، يجمع قليلها (مَرَوات)، وكثيرها (المرْو)، مثل (تمرة وتمَرات وتمر)، قال الأعشى ميمون بن قيس (?):
وَتَرَى بالأرْضِ خُفًّا زائِلا ... فَإِذَا مَا صَادَفَ المَرْوَ رَضَح
يعني بـ (المرو): الصخرَ الصغار، ومن ذلك قول أبي ذؤيب الهذلي (?):
حَتَّى كأنِّي لِلْحَوَادِثِ مَرْوَةٌ ... بِصَفَا المُشَرِّقِ كُلَّ يَوْمٍ تُقْرَعُ
أي صخرة رخوة صغيرة (?).
وإنّ {الصفا والمروة}، في هذا الموضع: الجبلين المسمَّيَين بهذين الاسمين اللذين في حَرَمه (?)، دون سائر الصفا والمرو، ولذلك أدخل فيهما: (الألف واللام)، ليعلم عباده أنه عنى بذلك الجبلين المعروفين بهذين الاسمين، دون سائر الأصفاء والمرْوِ (?).
قال البيضاوي: {شَعائِرِ}: "جمع شعيرة وهي العلامة" (?).
قال الثعلبي: "وكل كان معلما لقربان يتقرب به إلى الله عز وجل من دعاء وصلاة من ذبيحة وأداء فرض وغير ذلك فهو شعيرة" (?) ..
قال الواحدي: " شعائر الله: متعبداته التي أشعرها الله، أي: جعلها أعلامًا لنا، وهي كلّ ما كان من مَشعر، أو موقف، أو مسعًى، أو منحر قال الزجاج: وإنما قيل شعائر لكل علم لما تعبد به، لأن قولهم شعرت به: علمته، فلهذا سميت الأعلام التي هي متعبدات شعائر" (?).