قال القاسمي: " أي بأن لا نغلّ الحدائق كعادتها، للغيبة عنها في سبيل الله، وفقد من يتعاهدها، وخصت بالذكر لأنها أعظم أموال الأنصار الذين هم أخص الناس بهذا الذكر، لا سيما في وقت نزول هذه الآيات. وهو أول زمان الهجرة" (?).
الثاني: أن"المراد موت الأولاد". قاله الشافعي (?)، وولد الرجل ثمرة قلبه (?).
والقول الثاني ضعيف، لأنه صرف عن ظاهر اللفظ، وقد اعترض عليه ابن كثير (?)، والله أعلم.
قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155]، " أي: وبشر الصابرين على المصائب والبلايا بجنات النعيم" (?).
قال سعيد بن جبير: " يعني: بشرهم بالجنة" (?).
قال الطبري: أي" يا محمد، بشّر الصابرين على امتحاني بما أمتحنهم به" (?).
قال الثعلبي: أي الصابرين"على البلايا والرزايا" (?).
قال القرطبي: أي "بالثواب على الصبر، والصبر أصله الحبس، وثوابه غير مقدر" (?).
قال الزجاج: أي: " بالصلاة عليهم من ربهم والرحمة وبأنهم المهتدون" (?).
قال الزمخشري: " والخطاب لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، أو لكل من يتأتى منه البشارة" (?).
قال أبو حيان: " خطاب للنبي صلى الله عليه وسلّم، أو لكل من تتأتى منه البشارة، أي على الجهاد بالنصر، أو على الطاعة بالجزاء، أو على المصائب بالثواب، أقوال: والأحسن عدم التقييد، أي كل من صبر صبراً محموداً شرعاً، فهو مندرج في الصابرين" (?).
وأصل (التبشير): "إخبار الرجل الرجلَ الخبرَ، يَسرّه أو يسوءه، لم يسبقه به إلى غيره" (?).