وحارثة بن سراقة (?)، وعوف (?) ومعوذ (?) ابنا عفراء (?)، وهي أمهما، واسم أبيهما الحارث بن مالك ويزيد بن الحارث (?)، وعمير بن الحمام (?) ورافع بن المعلى (?).
وذكره ابن عطية (?)، والرازي (?)، والقاسمي (?) وغيرهم من المفسرين.
وذكره الماوردي مختصرا ولفظه: "وسبب ذلك أنهم كانوا يقولون لقتلى بدر وأُحُد: مات فلان، ومات فلان، فنزلت الآية" (?).
الثاني: وقال ابن عطية في سبب نزولها: أن" المؤمنين صعب عليهم فراق إخوانهم وقراباتهم فنزلت الآية مسلية لهم، تعظم منزلة الشهداء، وتخبر عن حقيقة حالهم، فصاروا مغبوطين لا محزونا لهم" (?).
الثالث: وقيل: أن الكفار والمنافقين قالوا: إن الناس يقتلون أنفسهم طلبا لمرضاة محمد من غير فائدة، فنزلت هذه الآية (?).
قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} [البقرة: 154]، " أي لا تقولوا للشهداء إنهم أموات" (?).
أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير، في قول الله تعالى: " {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله}، يعني: الذين قتلوا في طاعة الله في قتال المشركين" (?).
قال سعيد بن جبير: " يقول الله: لا تحسبهم أمواتا" (?).
قال مقاتل: أي" ولا تقولوا معشر المؤمنين لمن يقتل في سبيل الله أموات" (?).
قال ابن عثيمين: أي: "لا تقولوا: هم أموات، والذي يقتل في سبيل الله هو الذي قاتل لتكون كلمة الله هي العليا" (?).
قال المراغي: " أي ولا تتحدثوا في شأنهم، فتقولوا: إنهم أموات" (?).
قال أبو حيان: " نهوا عن قولهم عن الشهداء أموات، وأخبر تعالى أنهم أحياء" (?).
قال ابن عاشور: "نهي عن القول الناشاء عن اعتقاد، ذلك لأن الإنسان لا يقول إلاّ ما يَعتقد فالمعنى ولا تعتقدوا، والظاهر أن هذا تكميل لقوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] كما تقدَّم من حديث البراء فإنه قال: "قتل أناس قبل تحويل القبلة"، فأعقب قوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} بأن فضيلة شهادتهم غير منقوصة" (?).
قوله تعالى: {بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} [البقرة: 154]، " أي بل هم أحياءً عند ربهم يرزقون ولكن لا تشعرون بذلك" (?).
قال مقاتل: " مرزوقون في الجنة عند الله، ومساكن أرواح الشهداء سدرة المنتهى في جنة المأوى" (?).
قال المراغي: أي: " بل هم أحياء في عالم غير عالمكم، ولكن لا تشعرون بحياتهم" (?).
قال الصابوني: " لأنهم في حياةٍ برزخية أسمي من هذه الحياة" (?).
قال ابن عثيمين: " وهي حياة برزخية لا نعلم كيفيتها" (?).
قال البيضاوي: " وهو تنبيه على أن حياتهم ليست بالجسد ولا من جنس ما يحس به من الحيوانات، وإنما هي أمر لا يدرك بالعقل بل بالوحي" (?).
قال أبو السعود: " وفيه رمز إلى أنها ليست مما يشعر به بالمشاعر الظاهرة من الحياة الجسمانية وإنما هي أمر روحاني لا يدرك بالعقل بل بالوحي" (?).
قال الطبري: أي: "ولكنكم لا تَرونهم فتعلموا أنهم أحياءٌ، وإنما تعلمون ذلك بخبري إياكم به" (?).
قال ابن عثيمين: " أي لا تشعرون بحياتهم؛ لأنها حياة برزخية غيبية؛ ولولا أن الله عزّ وجلّ أخبرنا بها ما كنا نعلم بها" (?).
قال أبو العالية: " يقول هم أحياء في صدور طير خضر، يطيرون في الجنة حيث شاءوا، ويأكلون من حيث شاءوا" (?).
واختلف في حقيقة الموت والحياة في الآية، على قولين (?):
أحدهما: أن المراد حقيقة الموت والحياة.