قال مقاتل: أي"لا تكفروا بها" (?).

قال الزمخشري: " ولا تجحدوا نعمائي" (?).

قال البيضاوي: "بجحد النعم وعصيان الأمر" (?).

قال أبو حيان: " أي ولا تكفروا نعمتي" (?).

قال الطبري: أي "لا تجحدوا إحساني إليكم، فأسلبكم نعمتي التي أنعمت عليكم، ولكن اشكروا لي عليها، وأزيدكم فأتمم نعمتي عليكم، وأهديكم لما هديت له من رَضيت عنه من عبادي، فإنّي وعدت خلقي أنّ من شكر لي زدته، ومن كفرني حَرمته وسلبته ما أعطيتُه" (?).

قال ابن عثيمين: " أي لا تجحدوني، أو تجحدوا نعمتي؛ بل قوموا بشكرها، وإعلانها، وإظهارها" (?).

قال المراغي: وهذا تحذير من الله لهذه الأمة حتى لا تقع فيما وقعت فيه الأمم السابقة، إذ كفرت بأنعم الله فلم تستعمل العقل والحواس فيما خلقت لأجله، فسلبها ما كان قد وهبها تأديبا لها ولغيرها، وقد امتثل المسلمون هذه الأوامر حينا من الدهر ثم تركوها بالتدريج فحلّ بهم ما ترى من النكال والوبال، كما قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7] " (?).

قال الواحدي: "وأصل الكفر إنما هو ستر النعمة لا ستر المنعم" (?).

وقد ختم بجملة النهي: {وَلا تَكْفُرُونِ}، "لأنه لما أمر بالشكر، لم يكن اللفظ ليدل على عموم الأزمان، ولا يمكن التكليف باستحضار الشكر في كل زمان، فقد يذهل الإنسان عن ذلك في كثير من الأوقات. ونهى عن الكفران، لأن النهي يقتضي الامتناع من المنهي عنه في كل الأزمان، وذلك ممكن لأنه من باب التروك" (?).

روي عن أبي العالية، "يعني قوله: {ولا تكفرون}، قال: إن الله يعذب من كفره" (?). وروي، عن الربيع بن أنس نحو ذلك (?).

وعن زيد بن أسلم: "أن موسى صلى الله عليه وسلم قال له ربه: تذكرني ولا تنساني، فإذا نسيتني فقد كفرتني" (?).

قال الزجاج: " قوله تعالى: {وَلا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]، الأكثر الذي أتى به القراء حذف الياءات مع النون" (?).

الفوائد:

1 - من فوائد الآية: وجوب ذكر الله؛ للأمر به؛ مطلق الذكر واجب: يجب على كل إنسان أن يذكر ربه؛ بل كل مجلس يجلسه الإنسان ولا يذكر الله فيه، ولا يصلي على النبي إلا كان عليه ترة - أي خسارة، وحسرة يوم القيامة؛ فالعبد مأمور بذكر الله؛ لكن ذكر الله ينقسم إلى فريضة من فرائض الإسلام؛ وإلى واجب من واجباته؛ وإلى سنة من سننه - بحسب ما تقتضيه الأدلة؛ إنما مطلق الذكر حكمه أن واجب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015