قال مقاتل: " يعني الحرم كله فإنه مسجد كله" (?).

قال البيضاوي: " ومن أي مكان خرجت للسفر {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ}، إذا صليت" (?).

و(شطر المسجد) أي جهة المسجد؛ و (المسجد الحرام) هو المسجد الذي فيه الكعبة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ... " (?)؛ بل لقوله تعالى: {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفاً أن يبلغ محله} [الفتح: 25]؛ ووصِف بالحرام لاحترامه، وتعظيمه (?).

قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [البقرة: 149]، "أي وإن توليك إياه لهو الحق الثابت الموافق للحكمة والمصلحة" (?).

قال ابن أبي زمنين: " يعني: أن القبلة: الكعبة" (?).

قال الآلوسي: " أي: الاستقبال أو الصرف أو التولية، [هو الحق] الثابت الموافق للحكمة" (?).

قال الطبري: اي: "وإنّ التوجه شَطرَه للحق الذي لا شكّ فيه من عند ربك، فحافظوا عليه، وأطيعوا الله في توجهكم قِبَله" (?).

قال أبو حيان: " هذا إخبار من الله تعالى بأن استقبال هذه القبلة هو الحق، أي الثابت الذي لا يعرض له نسخ ولا تبديل" (?).

قوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 149]، "أي فالله ليس بغافل عن أعمالكم، وسيجازيكم بذلك خير الجزاء" (?).

قال الطبري: "أي: فإن الله تعالى ذكره لَيس بساهٍ عن أعمالكم، ولا بغافل عنها، ولكنه محصيها لكم، حتى يجازيكم بها يوم القيامة" (?).

قال المراغي: " ولا يخفى ما في هذا من الوعد والبشارة للمؤمنين بنيل المكافأة على ما يفعلون" (?).

قال أبو حيان: " فالجهات كلها بالنسبة إلى الباراء تعالى مستوية، فكونه خص باستقبال هذه زماناً، ونسخ ذلك باستقبال جهة أخرى متأبدة، لا يظهر في ذلك في بادي الرأي إلا أنه تعبد محض. فلم يبق في ذلك إلا امتثال ما أمر الله به، فأخبر تعالى أنه لا يغفل عن أعمالكم، بل هو المطلع عليها، المجازي بالثواب من امتثل أمره، وبالعقاب من خالفه" (?).

وفي قوله تعالى: {عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 149]، قراءتان (?):

إحداهما: {عَمَّا تَعْمَلُونَ} بالتاء: خطاب للمسلمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015