قال: البر والفاجر" (?).
وذكر البيضاوي في قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا} [البقرة: 148]، ثلاثة أوجه (?):
أحدها: في أي موضع تكونوا من موافق ومخالف مجتمع الأجزاء ومفترقها، يحشركم الله إلى المحشر للجزاء.
الثاني: أينما تكونوا من أعماق الأرض وقلل الجبال، يقبض أرواحكم.
الثالث: أينما تكونوا من الجهات المتقابلة، يأت بكم الله جميعاً ويجعل صلواتكم كأنها إلى جهة واحدة.
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 148]، " أي إِنه تعالى قادر على كل شيء" (?).
قال ابن عثيمين: " أي: لا يعتريه عجز في كل شيء فعله" (?).
قال الزجاج: أي: "فتوفون ما عملتم" (?).
قال القرطبي: " ثم وصف نفسه تعالى بالقدرة على كل شيء لتناسب الصفة مع ما ذكر من الإعادة بعد الموت والبلى" (?).
قال المراغي: " فهو لا يعجزه أن يحشر الناس يوم الجزاء مهما بعدت بينهم المسافات. وتناءت بهم الديار والجهات" (?).
قال الصابوني: " أي هو قادر على جمعكم من الأرض وإن تفرقت أجسامكم وأبدانكم" (?).
قال أبو السعود: " فيقدِر على الإماتة والإحياء والجمعِ فهو تعليل للحكم السابق" (?).
قال محمد بن إسحاق: " {إن الله على كل شيء قدير}: أي إن الله على كل ما أراد بعباده من نقمة أو عفو قدير" (?).
وعن محمد ابن إسحاق كذلك: " قوله: {على كل شيء قدير}، أي لا يقدر على هذا غيرك بسلطانك وقدرتك" (?).
الفوائد:
1 - من فوائد قوله تعالى {فاستبقوا الخيرات}، الأمر بالبدار إلى الطاعة في وقتها، واعلم أن أداء الصلاة في أول الوقت عند الشافعي رضي الله عنه أفضل، خلافا لأبي حنيفة.
2 - ومن فوائد الآية: أن الأمم قد تختلف مناهجها - وإن اتفقت على أصل واحد؛ وهو الإسلام؛ ونعني بـ «الإسلام» المعنى العام؛ وهو الاستسلام لله بشرائعه القائمة التي لم تُنسَخ.
3 - ومنها: أن الإنسان يجب عليه أن يتبع الحق أينما كان؛ ولا ينظر إلى كثرة المخالف؛ لا يقل: الناس على كذا فكيف أشذ عنهم! بل يجب عليه أن يتبع الحق؛ لأن قوله تعالى: {ولكل وجهة} يشمل الوجهة الشرعية، والوجهة القدرية؛ يعني ما وجه الله العباد إليه شرعاً، وما وجههم إليه قدراً؛ الوجهة القدرية معروفة: فمن الناس من يهديه الله تعالى فيكون اتجاهه إلى الحق؛ ومن الناس من يُخذَل فيَضل، ويكون اتجاهه إلى الباطل؛ فالوجهة التي يتبعها المشركون، واليهود، والنصارى، وما أشبه ذلك هذه وجهة قدرية؛ أما شرعية فلا؛ لأن