وقطعنا أن ذلك لا يكون منه فإنما المراد من يمكن أن يقع ذلك منه، وخوطب النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما للأمر" (?).
قال الواحدي: "وقيل: أن الله تعالى خاطب نبيه -عليه السلام- بهذا مهددًا أمته، أي: إذا استحققت منا مثل ذا الجزاء عند مخالفة، لو وقعت منك، ولن تقع أبدًا كانوا هم أجدر وأخلق، بتكاثف الأوزار، واجتماع الآثام، عند ما يظهر منهم من إيثار الضلال والانحراف عن الحق" (?).
قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [البقرة: 145]، أي" بعد ما جاءك الحق اليقين، والعلم الذي لا شكّ فيه" (?).
قال الثعلبي: أي: " إنها حق وإنها قبلة إبراهيم" (?).
قال الواحدي: أي" أن قبلة الله: الكعبة" (?).
قال الطبري: أي: "من بعد ما وصَل إليك من العلم، بإعلامي إياك أنهم مقيمون على باطل، وعلى عنادٍ منهم للحق، ومعرفةٍ منهم أنّ القبلة التي وجهتُك إليها هي القبلةُ التي فرضتُ على أبيك إبراهيم عليه السلام وسائر ولده من بعده من الرسل - التوجُّهَ نحوها" (?).
قال ابن عثيمين: " والمراد بـ (العلم) الوحي الذي نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم" (?).
قوله تعالى: {إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِين} [البقرة: 145]، أي: " لتكونن من جملة الظالمين" (?).
قال الثعلبي: أي" الجاحدين الضارين أنفسهم" (?).
قال الواحدي: " أي: إنك إذن مثلهم" (?).
قال الطبري: "أي: "إنك إذا فعلت ذلك، من عبادي الظَّلمةِ أنفسَهم، المخالفين أمري، والتاركين طاعتي، وأحدُهم وفي عِدادِهم" (?)، و"الغرض منه التهديد والزجر" (?)
قال ابن عثيمين: "أي: لمن المعتدين الذين نقصوا الواجب عليهم من اتباع الحق دون الأهواء" (?).
قال الصابوني: " والكلام وارد على سبيل الفرض والتقدير، وإِلا فحاشاه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أتباع أهواء الكفرة المجرمين، وهو من باب التهييج للثبات على الحق" (?).
قال البيضاوي: " وأكد تهديده وبالغ فيه من سبعة أوجه:
أحدها: الإِتيان باللام الموطئة للقسم.
ثانيها: القسم المضمر.
ثالثها: حرف التحقيق وهو أن.
رابعها: تركيبه من جملة فعلية وجملة اسمية.
وخامسها: الإِتيان باللام في الخبر.