قوله تعالى: {يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142]، أي" والله يسدّد من يشاء من خلقه ويُرشده إلى الطريق القويم على الحق الذي لا اعوجاج فيه" (?).

قال الطبراني: أي: "إلى طريقٍ قَوِيْمٍ؛ وهو الإسلامُ وقِبلة الكعبةِ" (?).

قال أبو العالية: " يهديهم إلى المخرج من الشبهات والضلالات والفتنة" (?).

قال الزمخشري: يعني من يهدي من يشاء" من أهلها إِلى {صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}، وهو ما توجبه الحكمة والمصلحة، من توجيههم تارة إلى بيت المقدس، وأخرى إلى الكعبة" (?).

قال النسفي: " أي يرشد من يشاء إلى قبلة الحق وهي الكعبة التي أمرنا بالتوجه إليها، أو الأماكن كلها لله فيأمر بالتوجه إلى حيث شاء فتارة إلى الكعبة وطوراً إلى بيت المقدس لا اعتراض عليه لأنه المالك وحده" (?).

قال ابن عثيمين: " أي: يدِلّ، ويوفق من يشاء، ولكن كل شيء قيد بمشيئة الله فهو مقرون بالحكمة: يهدي من يشاء ممن هو أهل للهداية؛ و (المشيئة) هي الإرادة الكونية: فما شاء الله كان؛ وما لم يشأ لم يكن" (?).

قال السعدي: " والمطلق يحمل على المقيد، فإن الهداية والضلال، لهما أسباب أوجبتها حكمة الله وعدله، وقد أخبر في غير موضع من كتابه بأسباب الهداية، التي إذا أتى بها العبد حصل له الهدى كما قال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ} ذكر في هذه الآية السبب الموجب لهداية هذه الأمة مطلقا بجميع أنواع الهداية" (?).

قال القاسمي: " فيه تعظيم أهل الإسلام وإظهار عنايته تعالى بهم وتفخيم شأن الكعبة. كما فخمه بإضافته إليه في قوله تعالى: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ [الحج: 26] " (?).

و{الصراط}: "الطريق الواسع الذي يسهل سلوكه؛ والمراد به هنا شريعة الله التي شرعها لعباده" (?).

وقال الطبري في تفسير {صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}: "أي الطريق القويم ويعني بذلك إلى "قبلة إبراهيمَ الذي جعله للناس إمامًا ويخذُل من يشاء منهم، فيضلُّه عن سبيل الحق" (?).

الفوائد:

1 - من فوائد الآية: علم الله تعالى بما سيكون؛ لقوله تعالى: {سيقول السفهاء}.

2 - ومنها: تحقق وقوع خبر الله عزّ وجلّ؛ لأنهم قالوا ذلك.

3 - ومنها: من اعترض على حكم الله فهو سفيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015