وقوله تعالى {فِى اللَّهِ} [البقرة: 139]، أي: "في دينه والقرب منه والحظوة له" (?).

قال ابن عرفة: " سماها حجة مجازا، وإنما هي شبهة وليست حجة بوجه" (?).

وفي قوله تعالى: {أَتُحَآجُّونَنَا} [البقرة: 139]، وجهان من القراءة:

أحدهما: {أَتُحَآجُّونَنَا}، وهي قراءة الجماعة، فجاز اجتماع حرفين مثلين من جنس واحد متحركين، لأن الثاني كالمنفصل.

والثاني: {أَتُحَآجُّونَّا} بإدغام النون (?)، لاجتماع المثلين. قرأ بها زيد بن ثابت.

قال الزجاج: "وهذا وجه جيد" (?).

قال النحاس: "وهذا جائز إلا أنه مخالف للسواد" (?).

ويجوز (أتحاجونا) بحذف (النون) الثانية، كما قرأ نافع {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [الحجر: 54] (?)، قال الشاعر (?):

تراه كالثغام يعل مسكا ... يسوء الغانيات إذا فليني

يريد فلينني.

قال الزجاج: " ورأيت مذهب المازني وغيره رد هذه القراءة، وكذلك ردوا {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [الحجر: 54]، والأقدام على رد هذه القراءة غلط، لأن نافعا رحمه الله قرأ بها، وأخبرني إسماعيل بن إسحاق أن نافعا رحمه الله لم يقرأ بحرف إلا وأقل ما قرأ به إثنان من قراء المدينة، وله وجه في العربية فلا ينبغي أن يرد، ولكن (الفتح) في قوله: {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [الحجر: 54] أقوى في العربية" (?).

وفي مسألة المحاجة كانت مع من؟ ذكر المفسرون وجوها (?):

أحدها: أنه خطاب لليهود والنصارى. قاله مقاتل (?)، والثعلبي (?)، والبيضاوي (?)، وابن عطية (?) وغيرهما.

وثانيها: أنه خطاب مع مشركي العرب حيث قالوا: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31]، والعرب كانوا مقرين بالخالق.

وثالثها: أنه خطاب مع الكل.

والقول الأول أشبه بالصواب وأليق بنظم الآية. والله تعالى أعلم.

قوله تعالى: {وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} [البقرة: 139]، أي: " والله ربنا وربكم وهو الخالق وجميعنا خلقه" (?).

قال البيضاوي: أي: " لا اختصاص له بقوم دون قوم، يصيب برحمته من يشاء من عباده" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015