الثالث: وقال سيبويه: هو مصدر مؤكد انتصب عن قوله: {آمَنَّا بِاللَّهِ}، كقوله {وَاعْبُدُوا اللَّهَ} [النساء: 36] (?).

وقال الحافظ ابن حجر: " هو مصدر انتصب عن قوله: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136] على الأرجح (?) " (?).

وفي قوله تعالى: {صِبْغَةَ الله} [البقرة: 138]، قراءتان (?):

إحداهما: قراءة النصب: صِبْغَةَ الله}، وهي قراءة الجمهور.

والثانية: {صِبْغَةُ الله}، بالرفع، وهي قراءة شاذة قرأ بها الأعرج وابن أبي عبلة.

قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} [البقرة: 138]، "أي لا أحد أحسن من الله صبغة (دينا وتطهيرا) " (?).

قال أبو العالية: أي" ومن أحسن من الله دينا" (?)، وروي عن مجاهد وإبراهيم النخعي والحسن والسدي والربيع بن أنس وعبد الله بن كثير نحو ذلك (?).

قال مقاتل: " يعني الإسلام" (?).

قال البيضاوي: أي: " لا صبغة أحسن من صبغته" (?).

قال أبو السعود: " أي لا صبغةَ أحسنُ من صبغته تعالى" (?).

قال الصابوني: " ولا أحد أحسن من الله ديناً" (?).

قال السعدي: قال على سبيل التعجب المتقرر للعقول الزكية: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} أي: لا أحسن صبغة من صبغته" (?).

قال القاسمي: "لأنها صبغة قلب لا تزول، لثباتها بما تولاها الحفيظ العليم، فلا يرتد أحد عن دينه سخطة له بعد أن خالط الإيمان بشاشة قلبه" (?).

وقال ابن عثيمين: أي: "لا أحد أحسن من الله صبغة، وذلك؛ لأن دين الله عزّ وجلّ مشتمل على المصالح، ودرء المفاسد؛ ولا يوجد دين يشتمل على هذا إلا ما جاء من عند الله، سواء كان الدين الإسلامي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، أو الأديان الأخرى ما دامت قائمة لم تنسخ؛ ومجيء الاستفهام بمعنى النفي أبلغ من النفي المجرد؛ لأنه يتضمن التحدي؛ فإن القائل إذا قال: (ليس مثل زيد بشر) ليس كقوله: (مَنْ مثل زيد مِن البشر؟ ! )؛ فالثاني أبلغ: كأنه يتحدى المخاطَب أن يأتي بأحد مثله (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015